responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 120

/ لمّا خرج الرشيد إلى الرّقّة [1] أخرج معه إبراهيم الموصليّ، و كان به مشغوفا، ففقده في بعض المنازل أيّاما و طلبه فلم يخبره أحد بقصّته؛ ثم أتاه، فقال له: ويحك! ما خبرك و أين كانت غيبتك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، حديثي عجيب، نزلنا بموضع كذا و كذا، فوصف لي خمّار، من ظرفه و من نظافة منزله كيت و كيت، فتقدّمت أمام ثقلى [2] و أتيته مخفّا، فوافيت [3] أطيب منزل و أوسع رحل و أطيب طعام و أسخى نفس، من شابّ حسن الوجه ظريف العشرة، فأقمت عنده، فلمّا أردت اللّحاق بأمير المؤمنين أقسم عليّ و أخرج لي من الشراب ما هو أطيب و أجود مما رأيت، فأقمت ثلاثا، و وهبت له دنانير كانت معي و كسوة، و قلت فيه:

صوت‌

سقيا لمنزل خمّار قصفت [4] به‌

وسط الرّصافة يوما بعد يومين‌

ما زلت أرهن أثوابي و أشربها

صفراء قد عتّقت في الدّنّ حولين‌

حتى إذا نفدت منّي بأجمعها

عاودته بالرّبا دنّا بدنّين‌

فقال «إزل بشين» حين ودّعني‌

و قد لعمرك زلنا عنه بالشّين‌

- الشعر و الغناء لإبراهيم خفيف رمل بالبنصر. قوله: «إزل بشين» كلمة سريانية، تفسيرها: امض بسلام، دعا له بها لما ودّعه- قال إبراهيم: فقال لي الرشيد: غنّني هذا الصوت، فغنّيته إيّاه و زمر عليه برصوما، فوهب لي الرشيد مائة ألف درهم و أقطعني ضيعة، و بعث إلى الحمّار فأحضر [5]، و أهدى إلى الرشيد من ذلك الشراب فوصله؛ و وهب له إبراهيم عشرة آلاف درهم.

قصته مع ابن جامع و رؤياه:

أخبرني الحسين بن يحيى و محمد بن مزيد و وكيع قالوا جميعا حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال حدّثني أبي قال:

قال ابن جامع يوما لأبي: رأيت في منامي كأنّي و إيّاك راكبان في محمل، فسفلت حتى كدت تلصق بالأرض، و علا الشّقّ الذي أنا فيه، فلأعلونّك في الغناء؛ فقال إبراهيم: الرؤيا حقّ و التأويل باطل، إنّي و إيّاك كنّا في ميزان، فرجحت بك و شالت كفّتك و علوت فلصقت بالأرض، فلأبقينّ بعدك و لتموتنّ قبلي. قال إسحاق: فكان كما قال أبي، علا عليه و أفاد أكثر من فوائده، و مات ابن جامع قبله و عاش أبي بعده.

ألقى على جارية عبد اللّه بن الربيع صوتا أعجب ابن جامع فأخذ يستعيدها إياه:

أخبرني عبد اللّه بن الرّبيع الرّبيعيّ قال حدّثتني خديجة بنت هارون بن عبد اللّه بن الرّبيع قالت حدّثتني خمار [6]


[1] في ح: «الكوفة».

[2] الثقل (وزان سبب): متاع المسافر و حشمه و كل شي‌ء نفيس مصون.

[3] كذا في م. و في ط، ء: «فأتيت». و في سائر الأصول: «فوافقت»، و هو تحريف.

[4] انظر الحاشية رقم 4 ص 156 من هذا الجزء.

[5] كذا في ط، ء. و في سائر الأصول: «فأحضره».

[6] في ط: «قمار».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست