responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 117

كان سلم الخاسر عند أبي العتاهية، فأخبره سلم أنّ الرشيد حبس إبراهيم الموصلي في المطبق [1]؛ فأقبل عليه أبو العتاهية فقال:

سلم يا سلم ليس دونك ستر [2]

حبس الموصليّ فالعيش مرّ

/ ما استطاب اللّذات مذ سكن المط

بق رأس اللّذات في الناس حرّ

ترك الموصليّ من خل

ق اللّه جميعا و عيشهم مقشعرّ

حبس اللهو و السرور فما في ال

أرض شي‌ء يلهى به أو يسرّ

و أنشدني بعض أصحابنا عن ابن المرزبان عن أحمد بن أبي طاهر عن ابن أبي فنن لأبي العتاهية يخاطب إبراهيم الموصليّ لمّا حبس:

أيا غمّي لغمّك يا خليلي‌

و يا ويلي عليك و يا عويلي‌

يعزّ عليّ أنّك لا تراني‌

و أنّي لا أراك و لا رسولي‌

و أنك في محلّ أذى و ضنك‌

و ليس إلى لقائك من سبيل‌

و أني لست أملك عنك دفعا

و قد فوجئت بالخطب الجليل‌

قصته مع إبراهيم بن المهدي في لحن غناه عند الرشيد:

أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثنا عبد اللّه بن عمر قال حدّثني أبو توبة صالح بن محمد عن القطرانيّ المغنّي عن محمد بن جبر، و كان المهديّ رباه، قال حدّثني إبراهيم بن المهديّ قال:

انصرفت ليلة من الشّمّاسيّة فمررت بدار إبراهيم الموصليّ، و إذا هو في روشن [3] له و قد صنع لحنه:

ألا ربّ ندمان عليّ دموعه‌

تفيض على الخدّين سحّا سجومها [4]

و هو يعيده و يلعب به بنغمه و يكرّره لتستوي له أجزاؤه، و جواريه يضربن عليه، فوقفت تحت الرّوشن حتى أخذته ثم انصرفت إلى منزلي، فما زلت أعيده حتى بلغت فيه الغاية، و أصبحت فغدوت إلى الشّمّاسيّة و اجتمعنا عند الرشيد، فاندفع إبراهيم فغنّاه أوّل شي‌ء غنّى، فلمّا سمعه الرشيد طرب و استحسنه و شرب عليه، ثم قال له: لمن هذا يا إبراهيم؟ قال: لي يا سيّدي، صنعته البارحة؛ فقلت: كذب يا أمير المؤمنين، هذا الصوت قديم و أنا أغنّيه؛ فقال لي: غنّه يا حبيبي، فغنّيته كما غنّاه؛ فبهت إبراهيم و غضب الرشيد، و قال له [5]: يا ابن الفاجرة! أ تكذبني و تدّعي ما ليس لك!. قال: فظلّ إبراهيم بأسوإ حال؛ فلمّا صلّيت العصر قلت للرشيد: يا أمير المؤمنين، الصوت و حياتك‌


[1] المطبق: السجن تحت الأرض.

[2] في ح: «سرّ».

[3] الروشن: خشب يخرج من حائط الدار إلى الطريق و لا يصل إلى جدار آخر يقابله و هو الشرفة.

[4] سجوم الدمع: سيلانه كثيرا كان أو قليلا.

[5] في الأصول ما عدا ح: «و قال لي بابن الفاجرة» و لا يستقيم به الكلام. و كلمة «لي» ساقطة من ح.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست