و لا سيما من
مخارق، و كان يغنّي فيه رملا لإبراهيم أخذه عنه. و فيه لحن لفريدة رمل. هكذا قال
الصّولي:
«فريدة»
بالياء، و غيره يقول: «فرندة» بالنون.
أمره الرشيد
أن يقول شعرا يغني فيه الملاحون فلما سمعه بكى:
حدّثني الصّولي
قال حدّثنا محمد بن موسى قال حدّثنا محمد بن صالح العدويّ قال أخبرني أبو العتاهية
قال:
كان الرشيد مما
يعجبه غناء الملّاحين في الزّلالات [3] إذا ركبها، و كان يتأذّى بفساد كلامهم و
لحنهم، فقال:
قولوا لمن معنا
من الشعراء يعملوا لهؤلاء شعرا يغنّون فيه./ فقيل له: ليس أحد أقدر على/ هذا من
أبي العتاهية، و هو في الحبس. قال: فوجّه إليّ الرشيد: قل شعرا حتّى أسمعه منهم، و
لم يأمر بإطلاقي؛ فغاظني ذلك فقلت:
و اللّه
لأقولنّ شعرا يحزنه و لا يسرّ به، فعملت شعرا و دفعته إلى من حفّظه الملّاحين.
فلمّا ركب الحرّاقة [4] سمعه، و هو:
[3] لم نجد
هذا الاسم في «كتب اللغة» التي بين أيدينا بالمعنى المراد منه هنا. و ظاهر أن
المراد به نوع من السفن.
[4]
الحرّاقة: ضرب من السفن الحربية الكبيرة فيها مرامي نيران يرمى بها العدوّ في
البحر. و كان منها أنواع تستعمل للنزهة و الرياضة و التنقل عند الخلفاء و الملوك و
الأمراء في أوّل العصر العباسي (مثل الذهبية عندنا) و هي المرادة هنا.