responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 285

عجبت حتى غمّني السكوت‌

صرت كأنّي حائر مبهوت‌

كذا قضى اللّه فكيف أصنع‌

الصمت إن ضاق الكلام أوسع‌

و هي طويلة جدّا، و إنما ذكرت هذا القدر منها حسب ما استاق الكلام من صفتها.

برمه بالناس و ذمهم في شعره:

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه عن روح بن الفرج قال:

شاور رجل أبا العتاهية فيما ينقشه على خاتمه؛ فقال: انقش عليه: لعنة اللّه على الناس؛ و أنشد:

/

برمت بالناس و أخلاقهم‌

فصرت أستأنس بالوحده‌

ما أكثر الناس لعمري و ما

أقلّهم في حاصل العدّه‌

مدح عمر بن العلاء فأجازه و فضله على الشعراء:

حدّثنا الصّوليّ قال حدّثنا الغلابيّ قال حدّثنا عبد اللّه بن الضحّاك: أنّ عمر بن العلاء مولى عمرو بن حريث صاحب المهديّ كان ممدّحا، فمدحه أبو العتاهية، فأمر له بسبعين ألف درهم؛ فأنكر ذلك بعض الشعراء و قال:

كيف فعل هذا بهذا الكوفيّ! و أيّ شي‌ء مقدار شعره! فبلغه ذلك، فأحضر الرجل و قال له: و اللّه إنّ الواحد منكم ليدور على المعنى فلا يصيبه، و يتعاطاه فلا يحسنه، حتى يشبّب بخمسين بيتا، ثم يمدحنا ببعضها، و هذا كأنّ المعاني تجمع له، مدحني فقصّر التشبيب، و قال:

إنّي أمنت من الزمان و ريبه‌

لمّا علقت من الأمير حبالا

لو يستطيع الناس من إجلاله‌

لحذوا له حرّ الوجوه نعالا

صوت‌

إنّ المطايا تشتكيك لأنّها

قطعت إليك سباسبا [1] و رمالا

فإذا وردن بنا وردن مخفّة [2]

و إذا رجعن بنا رجعن ثقالا

أخذ هذا المعنى من قول نصيب:

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله‌

و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب‌

رأى العتابي فيه:

حدّثنا الصّوليّ قال حدّثنا محمد بن عون قال حدّثني محمد بن النّضر كاتب غسّان بن عبد اللّه قال:

/ أخرجت رسولا إلى عبد اللّه بن طاهر و هو يريد مصر، فنزلت على العتّابيّ، و كان لي صديقا، فقال: أنشدني لشاعر العراق- يعني أبا نواس، و كان قد مات- فأنشدته/ ما كنت أحفظ من ملحه، و قلت له: ظننتك تقول هذا لأبي العتاهية. فقال: لو أردت أبا العتاهية لقلت لك: أنشدني لأشعر الناس، و لم أقتصر على العراق.


[1] سباسب: جمع سبسب، و هو الأرض القفر البعيدة.

[2] مخفة: قليلة الحمل. و في «ديوانه» (طبع بيروت): «خفائفا».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست