responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 185

عريق في قرض الشعر

: قال محمد بن يحيى: فقد صح لنا أن الفرزدق كان شاعرا موصوفا أربعا و سبعين سنة، و ندع ما قبل ذلك، لأن مجيئة به بعد الجمل- على الاستظهار- كان في سنة ست و ثلاثين، و توفي الفرزدق في سنة عشر و مائة في أول خلافة هشام هو و جرير و الحسن البصريّ و ابن سيرين في ستة أشهر، و حكي ذلك عن جماعة، منهم الغلابيّ عن ابن عائشة عن أبيه.

أخبرني محمد بن يحيى الصوليّ عن الغلابي، عن ابن عائشة أيضا، عن أبيه قال: قال الفرزدق أيضا:

كنت أجيد الهجاء في أيام عثمان، قال: و مات غالب أبو الفرزدق في أول أيام معاوية و دفن بكاظمة فقال الفرزدق يرثيه:

لقد ضمّت الأكفان من آل دارم‌

فتى فائض الكفّين محض الضّرائب [1]

أيهما أشعر، هو أو جرير؟

: أخبرني حبيب المهلبيّ قال: حدثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن عمران الضبيّ، قال: حدثني جعفر بن محمد العنبريّ، عن خالد بن أم كلثوم، قال:

قيل للمفضل الضبي: الفرزدق أشعر أم جرير؟ قال الفرزدق: قال: قلت: و لم؟ قال: لأنه قال بيتا هجا فيه قبيلتين و مدح فيه قبيلتين [2] و أحسن في ذلك [2] فقال:

عجبت لعجل إذ تهاجي عبيدها

كما آل يربوع هجوا آل دارم [3]

فقيل له: قد قال جرير:

إنّ الفرزدق و البعيث و أمّه‌

و أبا البعيث لشرّ ما إستار [4]

فقال: و أيّ شي‌ء أهون من أن يقول إنسان: فلان و فلان و فلان و الناس كلهم بنو الفاعلة!.

أخبرني عبد اللّه بن مالك، قال: حدثنا محمد بن حبيب، قال: حدثني موسى بن طلحة، قال: قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى:

كان الشعراء في الجاهلية من قيس، و ليس في الإسلام مثل حظّ تميم في الشعر، و أشعر تميم جرير و الفرزدق [5]، و من بني تغلب الأخطل [5].

قال يونس بن حبيب: ما ذكر جرير و الفرزدق في مجلس شهدته قط فاتّفق المجلس على أحدهما، قال: و كان يونس فرزدقيّا.


[1] محض: خالص، الضرائب: جمع ضريبة بمعنى الطبيعة و السجية، يقول: إن سجايا أبيه و طبائعه خالصة مما يشينها.

(2- 2) التكملة من هد، هج.

[3] القبيلتان الممدوحتان: عجل و دارم، و القبيلتان المهجوتان: يربوع و القبيلة التي عبر عنها بقوله: عبيدها.

[4] إستار: لفظ معرب بمعنى أربعة.

(5- 5) التكملة من هد.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست