responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 184

و إذا ناحبت [1] كلب على الناس أيّهم‌

أحقّ بتاج الماجد المتكرّم [1]

على نفر هم من نزار ذوي العلا

و أهل الجراثيم التي لم تهدّم [2]

فلم يجز عن أحسابهم غير غالب‌

جرى بعنان كلّ أبيض خضرم [3]

سحيم يعجز عن مباراة أبيه في كرمه‌

: أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن جهم السليطيّ، عن إياس بن شبة، عن عقال بن صعصعة، قال:

أجدبت بلاد تميم، و أصابت بني حنظلة سنة [4] في خلافة عثمان، فبلغهم خصب عن بلاد كلب بن وبرة، فانتجعتها بنو حنظلة، فنزلوا أقصى الوادي، و تسرّع غالب بن صعصعة فيهم وحده دون بني مالك [5] بن حنظلة، و لم يكن مع بني يربوع من بني مالك غير غالب [5]، فنحر ناقته فأطعمهم إيّاها، فلما وردت إبل سحيم بن وثيل الرّياحيّ حبس منها ناقة، فنحرها من غد، فقيل لغالب: إنما نحر سحيم مواءمة لك- أي مساواة لك- فضحك غالب، و قال: كلا، و لكنه امرؤ كريم، و سوف أنظر في ذلك، فلما وردت إبل غالب حبس منها ناقتين، فنحرهما، فأطعمهما بني يربوع، فعقر سحيم ناقتين، فقال غالب: الآن علمت أنه يوائمني، فقعر غالب عشرا، فأطعمها بني يربوع فعقر سحيم عشرا، فلما بلغ غالبا فعله ضحك، و كانت إبله ترد لخمس، فلما وردت عقرها كلها عن آخرها،/ فالمكثر يقول: كانت أربعمائة، و المقلّ يقول: كانت مائة، فأمسك سحيم حينئذ؛ ثم إنه عقر في خلافة عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بكناسة الكوفة مائتي ناقة و بعير، فخرج الناس بالزنابيل/ و الأطباق و الحبال لأخذ اللحم، و رآهم عليّ عليه السلام، فقال: أيّها الناس لا يحل لكم، إنّما أهلّ [6] بها لغير اللّه عزّ و جلّ. قال: فحدثني من حضر ذلك قال: كان الفرزدق يومئذ مع أبيه و هو غلام، فجعل غالب يقول: يا بنيّ، اردد عليّ، و الفرزدق يردّها عليه، و يقول له: يا أبت اعقر، قال جهم: فلم يغن عن سحيم فعله، و لم يجعل كغالب إذا لم يطق فعله.

يقيد نفسه حتى يحفظ القرآن‌

: حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن القاسم- يعني أبا العيناء- عن أبي زيد النحويّ، عن أبي عمرو قال:

جاء غالب أبو الفرزدق إلى عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بالفرزدق بعد الجمل بالبصرة، فقال: إن ابني هذا من شعراء مضر [7] فاسمع منه، قال: علمه القرآن، فكان ذلك في نفس الفرزدق، فقيّد نفسه في وقت، و آلى:

لا يحلّ قيده حتى يحفظ القرآن.


[1] في ب «ناديت» بدل «ناحبت» و ناحبت: راهنت.

[2] الجراثيم: جمع جرثومة، و هي الأصل.

[3] الخضرم: الكريم المعطاء.

[4] سنة: جدب.

(5- 5) التكملة من هد، هج.

[6] يقال: أهل الذابح: رفع صوته عند ذبح الضحية باسم من قدمها قربانا له.

[7] في هج، هد «أن ابني هذا من أشعر مضر، أو شاعر مضر».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست