responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 186

يغتصب بيتين لابن ميادة

: أخبرني عمي، عن محمد بن رستم الطبريّ، عن أبي عثمان المازنيّ قال:

مر الفرزدق/ بابن ميّادة [1] الرمّاح و الناس حوله [1] و هو ينشد:

/

لو أنّ جميع الناس كانوا بربوة

و جئت بجدّي ظالم و ابن ظالم‌

لظلّت رقاب الناس خاضعة لنا

سجودا على أقدامنا بالجماجم‌

فسمعه الفرزدق، فقال: أما و اللّه يا بن الفارسية لتدعنّه لي أو لأنبشنّ أمّك من قبرها، فقال له ابن ميادة: خذه لا بارك اللّه لك فيه، فقال الفرزدق:

لو أنّ جميع النّاس كانوا بربوة

و جئت بجدّي دارم و ابن دارم‌

لظلّت رقاب الناس خاضعة لنا

سجودا على أقدامنا بالجماجم‌

عود إليه هو و جرير

: أخبرني عمي، عن الكرانيّ، عن أبي فراس الهيثم بن فراس، قال: حدثني ورقة بن معروف، عن حماد الرواية قال:

دخل جرير و الفرزدق على يزيد بن عبد الملك و عنده بنيّة له يشمّها فقال جرير: ما هذه يا أمير المؤمنين عندك؟ قال: بنيّة لي، قال: بارك اللّه لأمير المؤمنين فيها. فقال الفرزدق: إن يكن دارم يضرب [2] فيها فهي أكرم العرب، ثم أقبل يزيد على جرير فقال: مالك و الفرزدق؟ قال: إنه يظلمني و يبغي عليّ، فقال الفرزدق: وجدت آبائي يظلمون آباءه فسرت فيه بسيرتهم، قال جرير: و أما و اللّه [3] لتردّنّ الكبائر على أسافلها سائر اليوم، فقال الفرزدق: أمّا بك يا حمار بني كليب فلا، و لكن إن شاء صاحب السرير، فلا و اللّه ما لي كف‌ء غيره، فجعل يزيد يضحك.

أخبرنا عبد اللّه بن مالك، عن محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابيّ، عن حماد الرواية قال:

أنشدني الفرزدق يوما شعرا له ثم قال لي: أتيت الكلب- يعني جريرا- قلت: نعم، قال: أ فأنا أشعر أم هو؟

قلت: أنت في بعض و هو في بعض، قال: لم تناصحني،/ قال: قلت: هو أشعر منك إذا أرخي من خناقة [4]، و أنت أشعر منه إذا خفت أو رجوت، قال [5]: قضيت لي و اللّه عليه [5] و هل الشعر إلا في الخبر و الشّر.

قال: و روى عن أبي الزناد عن أبيه قال:

قال لي جرير: يا أبا عبد الرحمن: أنا شعر أم هذا الخبيث- يعني الفرزدق- و ناشدني لأخبرنّه، فقلت: لا و اللّه ما يشاركك و لا يتعلق بك في النسيب قال: أوه [6] قضيت و اللّه له عليّ، أنا و اللّه أخبرك: ما دهاني، إلّا أنّي‌


(1- 1) التكملة من هد، هج.

[2] يريد أنها أكرم العرب إن كان ثمة نسب يصلها بدارم.

[3] في هج «أما و اللّه لئن شئت لترون. إلخ». و لعل المعنى: لو أردت رددت كبائر أسلافك على أسافلها، أي عليك. و في العبارة غموض.

[4] لعله يريد بقوله «إذا أرخى من خناقه» أنه أشعر إذا أمن، أو انطلق، و العبارة أيضا يكتنفها غموض.

(5- 5) التكملة من هد، هج.

[6] أوه- بفتح الهمزة و سكون الواو و كسر الهاء-: كلمة توجع.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست