responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 153

علام تمشّى فقعس بدمائكم‌

و ما هي بالفرع المنيف و لا الأصل؟ [1]

و كنّا حسبنا فقعسا قبل هذه‌

أذلّ على وقع الهوان من النّعل‌

فقد نظرت نحو السماء و سلّمت‌

على الناس و اعتاضت بخصب من المحل‌

/ رمى اللّه في أكبادكم أن نجت بها

شعاب القنان من ضعيف و مع وغل [2]

و إن أنتم لم تثأروا بأخيكم‌

فكونوا نساء للخلوق و للكحل [3]

و بيعوا الرّدينيات بالحلي و اقعدوا

على الذلّ و ابتاعوا المغازل بالنّبل [4]

ألا حبّذا من عنده القلب في كبل‌

و من حبّة داء و خبل من الخبل [5]

و من هو لا ينسى و من كلّ قوله‌

لدينا كطعم الراح أو كجنى النّحل‌

و من إن نأى لم يحدث النأي بغضه‌

و من إن دنا في الدار أرصد بالبذل [6]

خبر السمهري مع نديمه و مصرعه‌

: و أمّا خبر السمهريّ و مقتله فإن عليّ بن سليمان الأخفش أخبرني به قال: حدثنا أبو سعيد السّكّريّ قال: حدثنا محمد بن حبيب، عن أبي عمرو الشيبانيّ قال:

لقي السّمهريّ بن بشر بن أقيش [7] بن مالك بن الحارث بن أقيش العكلي و يكنى أبا الديل هو و بهدل و مروان بن قرفة الطائيان عون بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب و معه خاله: أحد بني حارثة بن لأم من طي‌ء بالثعلبية، و هو يريد الحج من الكوفة، أو يريد المدينة، و زعم آخرون أنهم لقوه بين نخل و المدينة، فقالوا له: العراضة، أي مر لنا بشي‌ء فقال: يا غلام [8]، جفّن لهم، فقالوا: لا و اللّه ما الطعام/ نريد، فقال: عرّضهم [9]، فقالوا: و لا ذلك نريد، فارتاب بهم، فأخذ السيف فشدّ عليهم، و هو صائم، و كان بهدل لا يسقط له سهم، فرمى عونا فأقصده، فلما قتلوه ندموا، فهربوا، و لم يأخذوا إبله، فتفرقت إبله، و نجا خاله الطائي، إما عرفوه فكفوا عن قتله، و إما هرب و لم يعرف القتلة، فوجد بعض إبله في يدي شافع بن واتر الأسديّ.

و بلغ عبد الملك بن مروان الخبر فكتب إلى الحجاج بن يوسف، و هو عامله على العراق، و إلى هشام بن‌


[1] تمشى بدمائكم: تذهب بها بلا قود، المنيف: العالي المرتفع.

[2] القنان: جمع قنة، و هي ما ارتفع من الجبل و نحوه، و الوغل: النذل الساقط، يدعو على قومه بأن يصابوا في أكبادهم إن تركوا هؤلاء القوم الضعاف الساقطين يتحصنون منهم في شعاب الجبال.

[3] الخلوق: نوع من الطيب.

[4] الردينات: الرماح المنسوبة إلى ردينة، و هي امرأة كانت صناعا في إعدادها.

[5] البيت مصرع، و لذلك جاء بعروضة غير مقبوضة، و الكبل: الأسر، و هنا يعود الشاعر إلى الغزل بحبيبته، فيختم به قصيدته، كما بدأها به.

[6] أرصد بالبذل: كوفئ يبذل الود و نحوه.

[7] في ف، هد: بشر بن أويس».

[8] جفن لهم: املأ الجفنة لهم طعاما.

[9] عرضهم: من العراضة بمعنى الهدية.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست