: و أمّا خبر السمهريّ و مقتله فإن عليّ بن سليمان
الأخفش أخبرني به قال: حدثنا أبو سعيد السّكّريّ قال: حدثنا محمد بن حبيب، عن أبي
عمرو الشيبانيّ قال:
لقي السّمهريّ بن بشر بن
أقيش [7] بن مالك بن الحارث بن أقيش العكلي و يكنى أبا الديل هو و بهدل و مروان بن
قرفة الطائيان عون بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب و معه خاله: أحد بني حارثة بن لأم من طيء
بالثعلبية، و هو يريد الحج من الكوفة، أو يريد المدينة، و زعم آخرون أنهم لقوه بين
نخل و المدينة، فقالوا له: العراضة، أي مر لنا بشيء فقال: يا غلام [8]، جفّن لهم،
فقالوا: لا و اللّه ما الطعام/ نريد، فقال: عرّضهم [9]، فقالوا: و لا ذلك نريد،
فارتاب بهم، فأخذ السيف فشدّ عليهم، و هو صائم، و كان بهدل لا يسقط له سهم، فرمى
عونا فأقصده، فلما قتلوه ندموا، فهربوا، و لم يأخذوا إبله، فتفرقت إبله، و نجا
خاله الطائي، إما عرفوه فكفوا عن قتله، و إما هرب و لم يعرف القتلة، فوجد بعض إبله
في يدي شافع بن واتر الأسديّ.
و بلغ عبد الملك بن مروان
الخبر فكتب إلى الحجاج بن يوسف، و هو عامله على العراق، و إلى هشام بن
[1]
تمشى بدمائكم: تذهب بها بلا قود،
المنيف: العالي المرتفع.
[2]
القنان: جمع قنة، و هي ما ارتفع من
الجبل و نحوه، و الوغل: النذل الساقط، يدعو على قومه بأن يصابوا في أكبادهم إن
تركوا هؤلاء القوم الضعاف الساقطين يتحصنون منهم في شعاب الجبال.