responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 152

يقولون: إزل حبّ جمل و قربها

و قد كذبوا ما في المودة من إزل [1]

إذا شطحت عنّي وجدت حرارة

على كبدي كادت بها كمدا تغلي [2]

و لم أر محزونين أجمل لوعة

على نائبات الدهر منّي و من جمل‌

كلانا يذود النفس و هي حزينة

و يضمر وجدا كالنوافذ بالنبل [3]

و إني لمبلي اليأس من حبّ غيرها

فأمّا على جمل فإني لا أبلي [4]

و إنّ شفاء النفس لو تسعف المنى‌

ذوات الثنايا الغرّ و الحدق النّجل‌

أولئك إن يمنعن فالمنع شيمة

لهنّ و إن يعطين يحمدن بالبذل‌

سأمسك بالوصل الذي كان بيننا

و هل ترك الواشون و النأي من وصل [5]

ألا سقّياني قهوة فارسية

من الأوّل المختوم ليست من الفضل [6]

/ تنسّي ذوي الأحكام و اللبّ حلمهم‌

إذا أزبدت في دنّها زبد الفحل [7]

و يا راكبا إمّا عرضت فبلّغن‌

على نأيهم مني القبائل من عكل‌

بأنّ الذي أمست تجمجم فقعس‌

إسار بلا أسر و قتل بلا قتل [8]

و كيف تنام الليل عكل و لم تنل‌

رضى قود بالسمهريّ و لا عقل؟ [9]

فلا صلح حتى تنحط الخيل في القنا

و توقد نار الحرب بالحطب الجزل [10]

و جرد تعادي بالكماة كأنها

تلاحظ من غيظ بأعينها القبل [11]

عليها رجال جالدوا يوم منعج‌

ذوي التاج ضربوا الملوك على الوهل [12]

بضرب يزيل الهام عن مستقرّه‌

و طعن كأفواه المفرّجة الهدل [13]


[1] ف:

«يقولون إزل حب جمل و تربها»

. [2] ف، هد:

«كادت بها كبدي تغلي»

. [3] كالنوافذ: كالسهام النوافذ.

[4] إبلاء اليأس من الحب معناه الرجاء، فكأنه يقول: لا أمل في وصل جمل، أما وصل غيرها فمدرك سهل المنال.

[5] سأمسك بالوصل: سأذكر أيام الوصل، و أعيش على ذكراها، و إن كان الواشون و النأي عفيا على هذه الأيام.

[6] من الأول المختوم: يعني الدن الأول المعتق.

[7] زبد الفحل: يريد ما يخرج من فم الفحل من الإبل من اللغام.

[8] الجمجمة: إخفاء ما في النفس، أو الإهلاك، يريد أن فعل قبيلة فقعس بالسمهري حليفه إسار بلا موجب للإسار، و قتل بلا موجب للقتل، أي اعتداء صارخ.

[9] عكل: قبيلته التي يستصرخها، و العقل: الدية.

[10] نحطت الخيل: زفرت و صاتت من الإعياء.

[11] و جرد: و خيل جرد بالعطف على حطب، و الحصان الأجرد: القصير الشعر، تعادى: أصله تتعادى بمعنى تعدو، بأعينها القبل:

التي فيها قبل، و القبل- بفتح القاف و الباء- هو الحول.

[12] يوم منعج: يوم من أيامهم، و في ف «يوم شفج». الوهل. الفزع، يريد أن ركاب هذه الخيل مجربون خاضوا حرب منعج ضد الملوك فأفزعوهم.

[13] المفرجة الهدل: القرب المخرقة التي تهدلت شفاهها، أي استرخت، و ذلك كناية عن سعة مواضع الطعن.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست