/
و تردّدي من بيت فرز آمنا
من قرب كلّ مخالف و ملاحي
أيام تغبطني الملوك و لا أرى
أحدا له كتدلّلي و مراحي
تصف القيان إذا خلون مجانتي
و يصفن للشّرب الكرام سماحي
و مما يغنّى فيه من شعر بكر بن النّطّاح في هذه الجارية قوله:
صوت
هل يبتلى أحد بمثل بليّتي
أم ليس لي في العالمين ضريب؟
قالت عنان و أبصرتني شاحبا:
يا بكر مالك قد علاك شحوب؟
فأجبتها: يا أخت لم يلق الّذي
لاقيت إلا المبتلى أيّوب
قد كنت أسمع بالهوى فأظنّه
شيئا يلذّ لأهله و يطيب
حتى ابتليت بحلوه و بمرّه
فالحلو منه للقلوب مذيب
و المرّ يعجز منطقي عن وصفه
للمرّ وصف يا عنان عجيب
/ فأنا الشّقيّ بحلوه و بمرّه
و أنا المعنّى الهائم المكروب
يا درّ حالفك الجمال فما له
في وجه إنسان سواك نصيب
كلّ الوجوه تشابهت و بهرتها
حسنا فوجهك في الوجوه غريب
و الشمس يغرب في الحجاب ضياؤها
عنّا و يشرق وجهك المحجوب
و مما يغنّى فيه من شعره فيها أيضا:
غضب الحبيب عليّ في حبّي له
نفسي الفداء لمذنب غضبان
ما لي بما ذكر الرّسول يدان بل
إن تمّ رأيك ذا خلعت عناني
/ يا من يتوق إلى حبيب مذنب
طاوعته فجزاك بالعصيان
هلّا انتحرت فكنت أول هالك
إن لم يكن لك بالصّدود يدان
كنّا و كنتم كالبنان و كفّها
فالكفّ مفردة بغير بنان
خلق السّرور لمعشر خلقوا له
و خلقت للعبرات و الأحزان
ليت شعري أ أوّل الهرج هذا
أم زمان من فتنة غير هرج [1]
إن يعش مصعب فنحن بخير
قد أتانا من عيشنا ما نرجّي [2]
ملك يطعم الطّعام و يسقي
لبن البخت في عساس الخلنج [3]
[1] الهرج: الفتنة و الاختلاط.
[2] في الديوان- 180 ط. بيروت:
«... فإنا بخير
... قد أتانا من عيشه ...»
. [3] في الديوان- 180: