العين تبدي الحبّ و البغضا
و تظهر الإبرام و النّقضا
درّة ما أنصفتني في الهوى
و لا رحمت الجسد المنضى [1]
مرّت بنا في قرطق [2] أخضر
يعشق منها بعضها بعضا
غضبي و لا و اللّه يا أهلها
لا أشرب البارد أو ترضى
/ كيف أطاعتكم بهجري و قد
جعلت خدّيّ لها أرضا!
و قال فيها أيضا و فيه رمل طنبوري:
صدّرت فأمسى لقاؤها حلما [3]
و استبدل الطرف بالدّموع دما
و سلّطت حبّها على كبدي
فأبدلتني بصحّة سقما
/ و صرت فردا أبكي لفرقتها
و أقرع السّنّ بعدها ندما
شقّ عليها قول الوشاة لها:
أصبحت في أمر ذا الفتى علما
لو لا شقائي و ما بليت به
من هجرها ما استثرت ما اكتتما [4]
كم حاجة في الكتاب بحت بها
أبكيت منها القرطاس و القلما
و قال فيها أيضا، و فيه رمل لأبي الحسن أحمد بن جعفر جحظة:
بعدت عني فتغيّرت لي
و ليس عندي لك تغيير
فجدّدي ما رثّ من وصلنا
و كلّ ذنب لك مغفور
أطيّب النّفس بكتمان ما
سارت به من غدرك العير
وعدك يا سيّدتي غرّني
منك و من يعشق مغرور
يحزنني علمي بنفسي إذا
قال خليلي أنت مهجور
يا ليت من زيّن هذا لها
جارت لنا فيه المقادير
ساقي النّدامى سقّها صاحبي [5]
فإنني ويحك معذور
أ أشرب الخمر على هجرها
إني إذا بالهجر مسرور!
و فيها يقول و قد خرج مع أبي دلف إلى أصبهان:
يا ظبية السّيب التي أحببتها
و منحتها لطفي و لين جناحي
عيناي باكيتان بعدك للّذي
أودعت قلبي من ندوب جراح
سقيا لأحمد من أخ و لقاسم
فقدا غدوّي لاهيا و رواحي
[1] المنضى: المهزول.
[2] القرطق: قباء ذو طاق واحد «معرب».
[3] مي «حرما»، و في ب «حمما».
[4] ب:
«لو لا سقامي ما بيت به
من هجرها لاستترت فاكتتما»
[5] ب:
«ساقي المدام أسقها صاحبي»