responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 79

يا عين جودي بالدّموع السّجام‌

على الأمير اليمنيّ الهمام‌

على فتى الدّنيا و صنديدها

و فارس الدّين و سيف الإمام‌

لا تدخري الدمع على هالك‌

أيتم إذ أودى جميع الأنام‌

طاب ثرى حلوان إذ ضمّنت‌

عظامه، سقيا لها من عظام‌

أغلقت الخيرات أبوابها

و امتنعت بعدك يا بن الكرام‌

و أصبحت خيلك بعد الوجا

و الغزو تشكو منك طول الجمام‌

ارحل بنا نقرب إلى مالك‌

كيما نحيّي قبره بالسّلام‌

كان لأهل الأرض في كفّه‌

غنى عن البحر و صوب الغمام‌

و كان في الصّبح كشمس الضّحى‌

و كان في الليل كبدر الظّلام [1]

وسائل يعجب من موته‌

و قد رآه و هو صعب المرام‌

/ قلت له عهدي به معلما

يضربهم عند ارتفاع القتام‌

و الحرب من طاولها [2] لم يكد

يفلت من وقع صقيل حسام‌

لم ينظر الدّهر لنا إذ عدا

على ربيع النّاس في كل عام‌

لن يستقيلوا أبدا فقده‌

ما هيّج الشّجو دعاء الحمام‌

قال: و قال أيضا يرثيه:

أيّ امرئ خضب الخوارج ثوبه [3]

بدم عشيّة راح من حلوان‌

يا حفرة ضمّت محاسن مالك‌

ما فيك من كرم و من إحسان‌

لهفي على البطل المعرّض خدّه‌

و جبينه لأسنة الفرسان‌

خرق الكتيبة معلما متكنّبا [9]

و المرهفات عليه كالنّيران‌

ذهبت بشاشة كلّ شي‌ء بعده‌

فالأرض موحشة بلا عمران‌

هدم الشّراة غداة مصرع مالك‌

شرف العلا و مكارم البنيان‌

قتلوا فتى العرب الّذي كانت به‌

تقوى على اللّزبات [4] في الأزمان‌

حرموا معدّا ما لديه و أوقعوا

عصبيّة في قلب كلّ يماني‌

تركوه في رهج العجاج كأنه [5]

أسد يصول بساعد و بنان‌

هوت الجدود عن السّعود لفقده‌

و تمسّكت بالنّحس و الدّبران‌

/ لا يبعدنّ أخو خزاعة إذ ثوى‌

مستشهدا في طاعة الرّحمن‌

/ عزّ الغواة به و ذلّت أمة

محبوّة بحقائق الإيمان‌


[1] في المختار:

« كان بالليل كبدر التمام»

. [2] مي «حاولها».

[3] ف «تربه».

[4] ف، المختار «الأزمات». و اللزبات جمع: لزبة، و هي الشدة أو القحط.

[5] المختار «تركوه في رهج الغبار كأنه» و الرهج: الغبار أو ما أثير منه. و العجاج: الغبار.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست