responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 78

أسأت اختياري منك الثّواب [1]

لي الذّنب جهلا و لم تذنب‌

/ و كتبها في رقعة و بعث بها إليه، فلما قرأها وجّه جماعة من أصحابه في طلبه، و قال لهم: الويل لكم إن فاتكم بكر بن النّطّاح.

اعتذر إليه و أعطاه فمدحه‌

و لا بد أن تنكفئوا على أثره [2] و لو صار إلى الجبل، فلحقوه فردّوه إليه، فلما دخل داره و نظر إليه قام فتلقاه و قال: يا أخي، عجلت علينا و ما كنّا نقتصر بك على ما سلف و إنما بعثنا إليك بنفقة، و عوّلنا بك على ما يتلوها، و اعتذر كلّ واحد منهما إلى صاحبه، ثم أعطاه حتى أرضاه، فقال بكر بن النّطّاح يمدحه:

أقول لمرتاد ندى غير مالك‌

كفى بذل هذا الخلق بعض عداته‌

فتى جاد بالأموال في كلّ جانب‌

و أنهبها [3] في عوده و بداته‌

فلو خذلت أمواله بذل [4] كفّه‌

لقاسم من يرجوه شطر حياته‌

و لو لم يجد في العمر قسمة ماله [5]

و جاز له الإعطاء من حسناته‌

لجاد بها من غير كفر بربّه‌

و شاركهم في صومه و صلاته‌

فوصله صلة ثانية لهذه الأبيات، و انصرف عنه راضيا.

هكذا ذكر أبو هفّان في خبره و أحسبه غلطا، لأن أكثر مدائح بكر بن النّطّاح في مالك بن عليّ الخزاعيّ- و كان يتولّى طريق خراسان- و صار إليه بكر بن النّطاح بعد وفاة أبي دلف و مدحه، فأحسن تقبّله و جعله في جنده، و أسنى له الرّزق، فكان معه، إلى أن قتله الشّراة بحلوان، فرثاه بكر بعدّة قصائد هي من غرر شعره و عيونه.

كان مع مالك الخزاعي يوم أن قتل فرثاه‌

فحدّثني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر، عن أبي وائلة السّدوسيّ، قال:

عاثت الشّراة بالجبل عيثا شديدا، و قتلوا الرجال و النساء و الصّبيان،/ فخرج إليهم مالك بن عليّ الخزاعيّ و قد وردوا حلوان، فقاتلهم قتالا شديدا فهزمهم عنها، و ما زال يتبعهم حتى بلغ بهم قرية يقال لها: حدّان [6]، فقاتلوه عندها قتالا شديدا، و ثبت الفريقان إلى الليل حتى حجز بينهم، و أصابت مالكا ضربة على رأسه أثبتته [7]، و علم أنه ميّت، فأمر بردّه إلى حلوان، فما بلغها حتى مات، فدفن على باب حلوان، و بنيت لقبره قبّة على قارعة الطريق، و كان معه بكر بن النّطّاح يومئذ، فأبلى بلاء حسنا، و قال بكر يرثيه:


[1] ب:

«أسأت اختياري فنلت النوى»

. [2] مي «و لا بد أن تبلغوا في أثره».

[3] فوات الوفيات 1: 79 «و أوهبها».

[4] فوات الوفيات «جود كفه».

[5] فوات الوفيات «قسمة باذل».

[6] حدّان- بالضم-: إحدى محالّ البصرة القديمة. و في ف «حيداد».

[7] أثبتته: جعلته ثابتا في مكانه لا يفارقه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست