/ و كتبها في رقعة و بعث بها إليه، فلما قرأها وجّه جماعة
من أصحابه في طلبه، و قال لهم: الويل لكم إن فاتكم بكر بن النّطّاح.
اعتذر إليه و أعطاه
فمدحه
و لا بد أن تنكفئوا على
أثره [2] و لو صار إلى الجبل، فلحقوه فردّوه إليه، فلما دخل داره و نظر إليه قام
فتلقاه و قال: يا أخي، عجلت علينا و ما كنّا نقتصر بك على ما سلف و إنما بعثنا
إليك بنفقة، و عوّلنا بك على ما يتلوها، و اعتذر كلّ واحد منهما إلى صاحبه، ثم
أعطاه حتى أرضاه، فقال بكر بن النّطّاح يمدحه:
هكذا ذكر أبو هفّان في
خبره و أحسبه غلطا، لأن أكثر مدائح بكر بن النّطّاح في مالك بن عليّ الخزاعيّ- و
كان يتولّى طريق خراسان- و صار إليه بكر بن النّطاح بعد وفاة أبي دلف و مدحه،
فأحسن تقبّله و جعله في جنده، و أسنى له الرّزق، فكان معه، إلى أن قتله الشّراة
بحلوان، فرثاه بكر بعدّة قصائد هي من غرر شعره و عيونه.
كان مع مالك الخزاعي يوم
أن قتل فرثاه
فحدّثني عمّي، قال: حدّثني
أحمد بن أبي طاهر، عن أبي وائلة السّدوسيّ، قال:
عاثت الشّراة بالجبل عيثا
شديدا، و قتلوا الرجال و النساء و الصّبيان،/ فخرج إليهم مالك بن عليّ الخزاعيّ و
قد وردوا حلوان، فقاتلهم قتالا شديدا فهزمهم عنها، و ما زال يتبعهم حتى بلغ بهم
قرية يقال لها: حدّان [6]، فقاتلوه عندها قتالا شديدا، و ثبت الفريقان إلى الليل
حتى حجز بينهم، و أصابت مالكا ضربة على رأسه أثبتته [7]، و علم أنه ميّت، فأمر
بردّه إلى حلوان، فما بلغها حتى مات، فدفن على باب حلوان، و بنيت لقبره قبّة على
قارعة الطريق، و كان معه بكر بن النّطّاح يومئذ، فأبلى بلاء حسنا، و قال بكر
يرثيه: