responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 58

أهجى بيت قاله المحدثون قول محمد بن وهيب:

لم تند كفّاك من بذل النوال كما

لم يند سيفك مذ قلّدته بدم‌

تعرض لأعرابية فأجابته جوابا مسكتا

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني محمد بن مرزوق البصريّ، قال:

/ حدثني محمد بن وهيب قال: جلست بالبصرة إلى عطّار فإذا أعرابية سوداء قد جاءت فاشترت من العطّار خلوقا فقلت له: تجدها اشترته لابنتها و ما ابنتها و ما ابنتها إلا خنفساء، فالتفتت إليّ متضاحكة، ثم قالت: لا و اللّه، لكن مهاة جيداء [1]، إن قامت فقناة، و إن قعدت فحصاة، و إن مشت فقطاه، أسفلها كثيب، و أعلاها قضيب، لا كفتياتكم اللواتي تسمّنونهن بالفتوت [2]، ثم انصرفت و هي تقول:

إن الفتوت للفتاة مضرطه‌

يكربها في البطن حتى تثلطه [3]

// فلا أعلمني ذكرتها إلا أضحكني ذكرها.

تردد على مجلس يزيد بن هارون ثم تركه‌

حدثني عيسى بن الحسين الورّاق، قال: حدثنا أبو هفّان، قال:

كان محمد بن وهيب يتردد إلى مجلس يزيد بن هارون، فلزمه عدّة مجالس يملي فيها كلها فضائل أبي بكر و عمر و عثمان رضي اللّه عنهم، لا يذكر شيئا من فضائل عليّ عليه السّلام، فقال فيه ابن وهيب:

آتي يزيد بن هارون أدالجه [4]

في كل يوم و ما لي و ابن هارون‌

فليت لي بيزيد حين أشهده‌

راحا و قصفا و ندمانا يسلّيني‌

أغدو إلى عصبة صمّت مسامعهم‌

عن الهدى بين زنديق و مأفون‌

لا يذكرون عليّا في مشاهدهم‌

و لا بنيه بني البيض الميامين‌

/ اللّه [5] يعلم أني لا أحبّهم‌

كما هم بيقين لا يحبّوني‌

و يستطيعون عن ذكرى [6] أبا حسن‌

و فضله قطّعوني بالسّكاكين‌

و لست أترك تفضيلي له أبدا

حتى الممات على رغم الملاعين [7]


[1] ب «لا و اللّه و لكن مهاة خبنداة».

[2] فت الشي‌ء: دقه و كسره فهو مفتوت و فتيت و فتوت.

[3] ب:

«يكربها بالليل»

- و يكربها: يشق عليها.

[4] أصل المدالجة: السير في آخر الليل، و منه قول البحتري:

و من سحر به دالجت فيها

تغنم قينة و هبوب ساق‌

و المقصود هنا أسهر معه وقتا طويلا من الليل.

[5] مي، مد، ف «إني لأعلم».

[6] مي، ف «في ذكري».

[7] ف:

«على رغم المعادين»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست