responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 177

سلم: إنّ خادمك- يعني نفسه- قد قال في طريقه فيك قصيدة، قال: فإنك لهناك [1]؟ قال: تسمع، ثم تحكم، ثم قال: هات، فأنشده:

صوت‌

قد عزّني الداء فما لي دواء

ممّا ألاقي من حسان النساء

قلب صحيح كنت أسطو به‌

أصبح من سلمى بداء عياء [2]

/ أنفاسها مسك و في طرفها

سحر و ما لي غيرها من دواء

وعدتني وعدا فأوفي به‌

هل تصلح الخمرة إلا بماء؟

و يقول فيها:

كم كربة قد مسّني ضرّها

ناديت فيها عمر بن العلاء

قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم، فكانت أول عطية سنية وصلت إليه.

صداقته لعاصم بن عتبة و مدحه إياه‌

أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثني ابن مهرويه، قال: وجدت في كتاب بخط الفضل بن مروان:

و كان عاصم بن عتبة الغساني جدّ أبي السمراء الّذي كان مع عبد اللّه بن طاهر صديقا لسلم الخاسر، كثير البرّ به، و الملاطفة له، و فيه يقول سلم:

الجود في قحطان‌

ما بقيت غسان‌

اسلم و لا أبالي [3]

ما فعل الإخوان‌

ما ضرّ مرتجيه‌

ما فعل الزمان‌

من غاله مخوف‌

فعاصم أمان‌

و كانت سبعين بيتا، فأعطاه عاصم سبعين ألف درهم، و كان مبلغ ما وصل إلى سلم من عاصم خمسمائة ألف درهم، فلما حضرته الوفاة دعا عاصما فقال له: إني ميّت،/ و لا ورثة لي، و إن مالي مأخوذ، فأنت أحقّ به، فدفع إليه خمسمائة ألف درهم، و لم يكن لسلم وارث. قال: و كان عاصم هذا جوادا.

يزيد بن مزيد يحسد عاصم بن عتبة على شعره فيه‌

أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال: حدثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن طهمان، قال:

أخبرني القاسم بن موسى بن مزيد.

أن يزيد بن مزيد قال: ما حسدت أحدا قطّ على شعر مدح به إلا عاصم بن عتبة الغسّانيّ، فإني حسدته على قول سلم الخاسر فيه:


[1] فإنك لهناك؟: أ فأنت تطيق ذلك؟.

[2] مم:

«للّه قلب كنت أسطو به»

. [3] في المختار: أسلم لا أبالي.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست