responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 15

قومه حتى غزا غطفان؛ فقاتلهم فظفر بهم زهير و أصاب حاجته فيهم، و أخذ فارسا منهم أسيرا في حرمهم الّذي بنوه، فقال لبعض أصحابه: اضرب رقبته، فقال: إنّه بسل [1]، فقال زهير: و أبيك ما بسل عليّ بحرام.

ثم قام إليه فضرب عنقه و عطّل ذلك الحرم؛ ثم منّ على غطفان و ردّ النّساء و استاق الأموال؛ و قال زهير في ذلك:

و لم تصبر لنا غطفان لمّا

تلاقينا و أحرزت النّساء

فلو لا الفضل منّا ما رجعتم‌

إلى عذراء شيمتها الحياء

و كم غادرتم بطلا كميّا [2]

لدى الهيجاء كان له غناء

فدونكم ديونا فاطلبوها

و أوتارا و دونكم اللّقاء

فإنّا حيث لا نخفي عليكم‌

ليوث حين يحتضر اللّواء [3]

فخلّى بعدها غطفان بسّا

و ما غطفان و الأرض الفضاء!

/ فقد أضحى لحيّ بني جناب‌

فضاء الأرض و الماء الرّواء [4]

و يصدق طعننا في كلّ يوم‌

و عند الطّعن يختبر اللّقاء

نفينا نخوة الأعداء عنّا

بأرماح أسنّتها ظماء

و لو لا صبرنا يوم التقينا

لقينا مثل ما لقيت صداء

غداة تعرّضوا لبني بغيض‌

و صدق الطّعن للنّوكى [5] شفاء

و قد هربت حذار الموت قين‌

على آثار من ذهب العفاء

و قد كنّا رجونا أن يمدّوا

فأخلفنا من إخوتنا الرّجاء

و ألهى القين عن نصر الموالي‌

حلاب النّيب و المرعى الضّراء [6]

طعنه ابن زيّابة و ظن أنه مات فحمل إلى قومه و عوفي‌

و قال أبو عمرو الشّيباني: كان أبرهة حين طلع نجدا أتاه زهير بن جناب، فأكرمه أبرهة و فضّله على من أتاه من العرب، ثم أمّره على ابني وائل: تغلب و بكر، فوليهم حتى [7] أصابتهم سنة شديدة، فاشتدّ عليهم ما يطلب منهم زهير، فأقام بهم زهير في الجدب، و منعهم من النّجعة حتى يؤدّوا ما عليهم، فكادت مواشيهم تهلك. فلما رأى ذلك ابن زيّابة- أحد بني تيم اللّه بن ثعلبة، و كان رجلا فاتكا- بيّت زهيرا [8] و كان نائما في قبّة له من أدم، فدخل فألفى زهيرا نائما، و كان رجلا عظيم البطن، فاعتمد التّيميّ بالسّيف على بطن زهير حتى أخرجه من ظهره مارقا بين‌


[1] بسل: حرام.

[2] في ف «و كم غادرت من بطل كمي».

[3] يحتضر: يحضر. و في «مختار الأغاني»:

«... حين يهتصر اللواء»

أي حين يسقط.

[4] الماء الرواء: العذب أو الكثير.

[5] النوكى جمع أنوك، و هو الأحمق أو العاجز الجاهل.

[6] في مج:

« ألهى القين عن محض الموالي»

. و في ف «جلاب النبت» بدل «حلاب النيب». و الضراء: الشجر الملتف.

[7] في ف «حين أصابتهم».

[8] بيت فلانا: أوقع به ليلا دون أن يعلم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست