قومه حتى غزا غطفان؛
فقاتلهم فظفر بهم زهير و أصاب حاجته فيهم، و أخذ فارسا منهم أسيرا في حرمهم الّذي
بنوه، فقال لبعض أصحابه: اضرب رقبته، فقال: إنّه بسل [1]، فقال زهير: و أبيك ما
بسل عليّ بحرام.
ثم قام إليه فضرب عنقه و
عطّل ذلك الحرم؛ ثم منّ على غطفان و ردّ النّساء و استاق الأموال؛ و قال زهير في
ذلك:
طعنه ابن زيّابة و ظن
أنه مات فحمل إلى قومه و عوفي
و قال أبو عمرو الشّيباني:
كان أبرهة حين طلع نجدا أتاه زهير بن جناب، فأكرمه أبرهة و فضّله على من أتاه من
العرب، ثم أمّره على ابني وائل: تغلب و بكر، فوليهم حتى [7] أصابتهم سنة شديدة،
فاشتدّ عليهم ما يطلب منهم زهير، فأقام بهم زهير في الجدب، و منعهم من النّجعة حتى
يؤدّوا ما عليهم، فكادت مواشيهم تهلك. فلما رأى ذلك ابن زيّابة- أحد بني تيم اللّه
بن ثعلبة، و كان رجلا فاتكا- بيّت زهيرا [8] و كان نائما في قبّة له من أدم، فدخل
فألفى زهيرا نائما، و كان رجلا عظيم البطن، فاعتمد التّيميّ بالسّيف على بطن زهير
حتى أخرجه من ظهره مارقا بين