responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 16

الصّفاق، و سلمت أعفاج بطنه [1]، و ظنّ التّيميّ أنّه/ قد قتله، و علم زهير أنه قد سلم، فتخوّف أن يتحرّك فيجهز عليه، فسكت. و انصرف ابن زيّابة إلى قومه، فقال لهم: قد- و اللّه- قتلت زهيرا و كفيتكموه، فسرّهم ذلك. و لمّا علم زهير أنه لم يقدم عليه إلا عن ملأ من قومه بكر و تغلب- و إنما مع زهير نفر من قومه بمنزلة الشّرط- أمر زهير قومه فغيّبوه بين عمودين في ثياب ثم أتوا القوم فقالوا لهم: إنكم قد فعلتم بصاحبنا ما فعلتم، فأذنوا لنا في دفنه، ففعلوا.

شعر ابن زيابة في نبوّ سيفه عنه‌

فحملوا زهيرا ملفوفا في عمودين و الثّياب عليه، حتى إذا بعدوا عن القوم أخرجوه فلفّفوه في ثيابه، ثم حفروا حفيرة و عمّقوا، و دفنوا فيها العمودين، ثم ساروا و معهم زهير، فلمّا بلغ زهير أرض قومه جمع لبكر و تغلب الجموع، و بلغهم أنّ زهيرا حيّ، فقال ابن زيّابة:

طعنة ما طعنت في غبش [2] اللّي

ل زهيرا و قد توافى الخصوم‌

حين تجبي له المواسم بكر

أين بكر، و أين منها الحلوم!

خانني السيف إذ طعنت زهيرا

و هو سيف مضلّل مشئوم [3]

غزا بكرا و تغلب و شعره في ذلك‌

قال: و جمع زهير بني كلب و من تجمّع له من شذّاذ العرب و القبائل [4]، و من أطاعه من أهل اليمن، فغزا بكرا و تغلب ابني وائل، و هم على ماء يقال له الحبيّ [5]، و قد كانوا نذروا [6] به، فقاتلهم قتالا شديدا، ثم انهزمت بكر و أسلمت بني تغلب، فقاتلت شيئا من قتال ثم انهزمت، و أسر كليب و مهلهل/ ابنا ربيعة، و استيقت الأموال، و قتلت كلب في تغلب قتلى كثيرة، و أسروا جماعة من فرسانهم و وجوههم، و قال زهير بن جناب في ذلك:

تبّا لتغلب أن تساق نساؤهم‌

سوق الإماء إلى المواسم عطّلا [7]

لحقت أوائل خيلنا سرعانهم [8]

حتى أسرن على الحبيّ مهلهلا

إنّا- مهلهل- ما تطيش رماحنا

أيام تنقف [9] في يديك الحنظلا

ولّت حماتك هاربين من الوغى‌

و بقيت في حلق الحديد مكبّلا

فلئن قهرت لقد أسرتك عنوة

و لئن قتلت لقد تكون مؤمّلا [10]


[1] الصفاق: الجلد الباطن تحت الجلد الظاهر. و الأعفاج: جمع عفج، و هي معي الإنسان.

[2] في المختار «في غلس الصبح». و في الشعر و الشعراء- 339 ط. الحلبي «غبس الليل»، و كلها بمعنى الظلمة.

[3] في «الشعر و الشعراء»- 339:

«خانني الرمح ...

و هو رمح ...»

. [4] ف، المختار «من شذاذ القبائل».

[5] في ما «الجبيّ». و في المختار «الحنيّ» و كلاهما «تصحيف»، و حبيّ: موضع بتهامة.

[6] نذروا به: علموا به فحذروه و استعدوا له.

[7] ف، ما «إذ تساق». و عطل: بدون حلي.

[8] سرعان الخيل: أوائلها.

[9] ف، المختار «ينبت في يديك». و تنقف الحنظل: تشقّه.

[10] س، ف «مرملا»، و المرمل: الملطخ بالدم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست