responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 143

و ما ذا كثرة الجيران تغنّي‌

إذا ما بان من أهوى فسارا

/ قال: لا و اللّه ما أرويه يا أمير المؤمنين، قال: و لا عليك، فأنشدني قول أبيك:

دار لصهباء الّتي لا ينثني‌

عن ذكرها قلبي و لا أنساها

صفراء يطويها الضّجيع لصلبها

طيّ الحمالة ليّن متناها

لو يستطيع ضجيعها لأجنّها

في القلب شهوة ريحها و نشاها

قال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، ما أرويه، و إنّ صهباء هذه لأمّي، قال: و لا عليك، قد يبغض الرجل أن يشبّب بأمّه، و لكن إذا نسب بها غير أبيه، فأفّ لك! و رحم اللّه أباك، فقد ضيّعت أدبه و عققته؛ إذ لم ترو شعره. اخرج فلا شي‌ء لك عندنا.

صوت‌

أماطت كساء الخزّ عن حرّ وجهها

و أدنت على الخدّين بردا مهلهلا

من اللّاء لم يحججن يبغين حسبة

و لكن يقتّلن [1] البري‌ء المغفّلا

رأتني خضيب الرّأس شمّرت مئزري‌

و قد عهدتني أسود الرّأس مسبلا

خطوّا [2] إلى اللّذات أجررت مئزري‌

كإجرارك الحبل الجواد المحجّلا

صريع الهوى لا يبرح الحبّ قائدي‌

بشرّ [3] فلم أعدل عن الشّرّ معدلا

لدى الجمرة القصوى فريعت و هلّلت‌

و من ريع في حجّ من الناس هلّلا

الشعر للعرجيّ، و الغناء لعبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ ثقيل أول في الأول و الثاني و الخامس و السادس من هذه الأبيات، و هو من جيّد الغناء و فاخر الصنعة، و يقال: إنّه أول شعر [4] صنعه، و لعزار [5] المكّيّ في الثّالث و ما بعده ثاني ثقيل، عن يحيى المكّيّ و غيره، و فيه خفيف ثقيل ينسب إلى معبد و إلى ابن سريج و إلى الغريض، و فيه لإبراهيم لحن من كتابه غير مجنّس، و أنا ذاكر هاهنا أخبارا لهذا الشّعر من أخبار العرجيّ؛ إذ كان أكثر أخباره قد مضى سوى هذه.


[1] ف «ليقنلن».

[2] ف «خطوطا».

[3] ف «لشرّ».

[4] ف «إنّه أول غناء صنعه».

[5] ف «و لغرار المكي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست