/ قال: لا و اللّه ما أرويه يا أمير المؤمنين، قال: و
لا عليك، فأنشدني قول أبيك:
دار لصهباء الّتي لا
ينثني
عن ذكرها قلبي و لا أنساها
صفراء يطويها الضّجيع
لصلبها
طيّ الحمالة ليّن متناها
لو يستطيع ضجيعها
لأجنّها
في القلب شهوة ريحها و نشاها
قال: لا و اللّه يا أمير
المؤمنين، ما أرويه، و إنّ صهباء هذه لأمّي، قال: و لا عليك، قد يبغض الرجل أن
يشبّب بأمّه، و لكن إذا نسب بها غير أبيه، فأفّ لك! و رحم اللّه أباك، فقد ضيّعت
أدبه و عققته؛ إذ لم ترو شعره. اخرج فلا شيء لك عندنا.
الشعر للعرجيّ، و الغناء
لعبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ ثقيل أول في الأول و الثاني و الخامس و السادس من
هذه الأبيات، و هو من جيّد الغناء و فاخر الصنعة، و يقال: إنّه أول شعر [4] صنعه،
و لعزار [5] المكّيّ في الثّالث و ما بعده ثاني ثقيل، عن يحيى المكّيّ و غيره، و
فيه خفيف ثقيل ينسب إلى معبد و إلى ابن سريج و إلى الغريض، و فيه لإبراهيم لحن من
كتابه غير مجنّس، و أنا ذاكر هاهنا أخبارا لهذا الشّعر من أخبار العرجيّ؛ إذ كان
أكثر أخباره قد مضى سوى هذه.