أخبرني محمد بن خلف وكيع،
قال: حدّثنا إسماعيل بن مجمّع، عن المدائنيّ، عن عبد اللّه بن سليم، قال:
قال عبيد اللّه بن عمر
العمريّ:
خرجت حاجّا فرأيت امرأة
جميلة تتكلم بكلام رفثت [1] فيه، فأدنيت ناقتي منها، ثم قلت لها: يا أمة اللّه، أ
لست حاجّة! أ ما تخافين اللّه! فسفرت عن وجه يبهر الشّمس حسنا، ثم قالت: تأمّل يا
عمّي،/ فإنّي ممّن عنى العرجيّ بقوله:
من اللاء لم يحججن
يبغين حسبة
و لكن ليقتلن البريء المغفّلا
قال: فقلت لها: فإني أسأل
اللّه ألّا يعذّب هذا الوجه بالنّار. قال: و بلغ ذلك سعيد بن المسيّب فقال: أما و
اللّه لو كان من بعض بغضاء أهل العراق لقال لها: اعزبي قبّحك اللّه، و لكنّه ظرف
[2] عبّاد الحجاز.
و قد رويت هذه الحكاية عن
أبي حازم بن دينار.
أخبرني به وكيع، قال:
حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا مصعب الزّبيريّ، قال: حدّثني عبد الرّحمن بن أبي
الحسن [3] و قد روى عنه ابن أبي ذئب، قال:
بينا أبو حازم يرمي الجمار
إذ هو بامرأة متشعبذة- يعني حاسرة- فقال لها: أيّتها المرأة استتري، فقالت: إنّي و
اللّه من اللّواتي قال فيهن الشّاعر قوله:
من اللاء لم يحججن
يبغين حسبة
و لكن ليقتلن البريء المغفّلا
و ترمي بعينيها
القلوب و لا ترى
لها رمية لم تصم منهن مقتلا
/ فقال أبو حازم لأصحابه: ادعوا اللّه لهذه الصّورة
الحسنة ألّا يعذّبها بالنار.
و أبو حازم هذا هو أبو
حازم بن دينار من وجوه التّابعين، قد روى عن سهل بن سعد و أبي هريرة، و روى عنه
مالك و ابن أبي ذئب و نظراؤهما.
حدّثني عمّي، قال: حدّثني
الكرانيّ، قال: حدّثني العمريّ، عن العتبيّ، عن الحكم بن صخر، قال: