ثم قام الأشعث بن قيس- و
إنّما أذن له أن يقوم قبل ربيعة و تميم لقرابته بالنّعمان- فقال: لقد علمت العرب
أنّا نقاتل عديدها الأكثر، و قديم زحفها الأكبر، و أنا غياث اللّزبات [2]. فقالوا:
لم يا أخا كندة؟ قال: لأنّا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه، و تقلّدنا منكبه
الأعظم، و توسّطنا بحبوحة الأكرم، ثم قام شاعرهم فقال:
/
إذا قست أبيات الرّجال ببيتنا
وجدت له فضلا على من يفاخر
فمن قال: كلّا أو
أتانا بخطّة
ينافرنا يوما فنحن نخاطر
تعالوا فعدّوا يعلم
النّاس أيّنا
له الفضل فيما أورثته الأكابر
ثم قام بسطام بن قيس فقال:
لقد علمت ربيعة أنّا بناة بيتها الّذي لا يزول، و مغرس عزّها الّذي لا ينقل،
قالوا: و لم يا أخا شيبان؟ قال: لأنّا أدركهم للثّأر، و أقتلهم للملك الجبّار، و
أقولهم للحقّ، و ألدّهم للخصم، ثم قام شاعرهم فقال:
ثم قام حاجب بن زرارة
فقال: لقد علمت معدّ أنّا فرع دعامتها، و قادة زحفها، فقالوا له: بم ذاك يا أخا
بني تميم؟ قال: لأنّا أكثر الناس إذا نسبنا عددا [5]، و أنجبهم ولدا، و أنّا
أعطاهم للجزيل، و أحملهم للثّقيل، ثم قام شاعرهم فقال: