ما أبلاهم، فخلّى سبيله،
فقال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ كان الحدّ يقام عليّ و أطّهّر منها، فأما إذ
بهرجتني [1] فلا و اللّه لا أشربها أبدا. و قال ابن الأعرابيّ في خبره: و قال أبو
محجن في ذلك:
أخبرني الجوهريّ و
المهلّبيّ قالا: حدّثنا عمر بن شبّة و قال:
لمّا انصرف أبو محجن ليعود
إلى محبسه رأته امرأة فظنّته منهزما؛ فأنشأت تعيّره بفراره:
/
من فارس كره الطّعان يعيرني
رمحا إذا نزلوا بمن الصّفّر
فقال لها أبو محجن:
إن الكرام على الجياد
مبيتهم
فدعي الرّماح لأهلها و تعطّري
يرثي أبا عبيد بن مسعود
بعد أن قتله فيل الأعداء
و ذكر السّريّ، عن شعيب،
عن سيف في خبره، و وافقته رواية ابن الأعرابي عن المفضّل:
أنّ النّاس لمّا التقوا مع
العجم يوم قس النّاطف، كان مع الأعجام فيل يكرّ عليهم، فلا تقوم له الخيل؛ فقال أبو
عبيد بن مسعود: هل له مقتل؟ فقيل له: نعم؛ خرطومه إلا أنّه لا يفلت منه من ضربه؛
قال: فأنا أهب نفسي للّه، و كمن له حتى إذا أقبل وثب إليه فضرب خرطومه بالسّيف؛
فرمى به، ثم شدّ عليه الفيل فقتله، ثم استدار فطحن الأعاجم و انهزموا، فقال أبو
محجن الثّقفيّ يرثي أبا عبيد: