responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 10

ما أبلاهم، فخلّى سبيله، فقال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ كان الحدّ يقام عليّ و أطّهّر منها، فأما إذ بهرجتني [1] فلا و اللّه لا أشربها أبدا. و قال ابن الأعرابيّ في خبره: و قال أبو محجن في ذلك:

إن كانت الخمر قد عزّت و قد منعت‌

و حال من دونها الإسلام و الحرج‌

فقد أباكرها صرفا و أمزجها

ريّا و أطرب أحيانا و أمتزج‌

و قد تقوم على رأسي منعمة

خود إذا رفعت في صوتها غنج [2]

ترفّع الصّوت أحيانا و تخفضه‌

كما يطنّ ذباب الرّوضة الهزج‌

يرد على امرأة ظنت أنه فر من المعركة

أخبرني الجوهريّ و المهلّبيّ قالا: حدّثنا عمر بن شبّة و قال:

لمّا انصرف أبو محجن ليعود إلى محبسه رأته امرأة فظنّته منهزما؛ فأنشأت تعيّره بفراره:

/

من فارس كره الطّعان يعيرني‌

رمحا إذا نزلوا بمن الصّفّر

فقال لها أبو محجن:

إن الكرام على الجياد مبيتهم‌

فدعي الرّماح لأهلها و تعطّري‌

يرثي أبا عبيد بن مسعود بعد أن قتله فيل الأعداء

و ذكر السّريّ، عن شعيب، عن سيف في خبره، و وافقته رواية ابن الأعرابي عن المفضّل:

أنّ النّاس لمّا التقوا مع العجم يوم قس النّاطف، كان مع الأعجام فيل يكرّ عليهم، فلا تقوم له الخيل؛ فقال أبو عبيد بن مسعود: هل له مقتل؟ فقيل له: نعم؛ خرطومه إلا أنّه لا يفلت منه من ضربه؛ قال: فأنا أهب نفسي للّه، و كمن له حتى إذا أقبل وثب إليه فضرب خرطومه بالسّيف؛ فرمى به، ثم شدّ عليه الفيل فقتله، ثم استدار فطحن الأعاجم و انهزموا، فقال أبو محجن الثّقفيّ يرثي أبا عبيد:

أنّى تسدّت [3] نحونا أمّ يوسف‌

و من دون مسراها فياف مجاهل‌

إلى فتية بالطّفّ نيلت [4] سراتهم‌

و غودر أفراس لهم و رواحل‌

و أضحى أبو جبر خلاء بيوته‌

و قد كان يغشاها الضّعاف الأرامل‌

و أضحى بنو عمرو لدى الجسر منهم‌

إلى جانب الأبيات جود و نائل‌

و ما لمت نفسي فيهم غير أنّها

لها أجل لم يأتها و هو عاجل‌

و ما رمت حتى خرّقوا بسلاحهم‌

إهابي و جادت بالدّماء الأباجل [5]


[1] بهرجتني: أهدرتني بإسقاط الحد عني (اللسان).

[2] الخود: المرأة الشابة. و الغنج: الدلال. و في س، ف «فيها إذا رفعت في صوتها غنج».

[3] تسدت نحونا: جازت.

[4] ف «حلت سراتهم».

[5] رمت: فارقت و برحت. و الإهاب: الجلد. و الأباجل: جمع أبجل و هو عرق غليظ في الرجل أو في اليد بإزاء الأكحل.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست