سعد بن أبي وقاص يعلم
خبر إطلاقه و صدق قتاله فيفرج عنه
قال: و كانت سلمى قد رأت في
المسلمين جولة، و سعد بن أبي وقّاص في القصر لعلّة كانت به، لم يقدر معها على حضور
الحرب، و كانت قبله عند المثنّى بن حارثة الشّيبانيّ! فلما قتل خلف عليها سعد،
فلما رأت شدّة البأس صاحت: وا مثنّياه و لا مثنّى لي اليوم، فلطمها سعد، فقالت:
أفّ لك، أجبنا و غيرة؟ و كانت مغاضبة لسعد عشيّة أرماث و ليلة الهدأة و ليلة
السّواد، حتى إذا أصبحت أتته و صالحته، و أخبرته خبر أبي محجن، فدعا به و أطلقه و
قال: اذهب فلست مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله، قال: لا جرم، و اللّه إني لا أجبت
لساني إلى صفة قبيح أبدا.
خرج مع سعد بن أبي وقاص
لحرب الأعاجم
أخبرني أحمد بن عبد العزيز
الجوهريّ، و حبيب بن نصر المهلبيّ، قالا: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا محمد بن
حاتم، قال: حدّثنا محمد بن حازم، قال: حدّثنا عمرو بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد
بن سعد، عن أبيه، و أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن
دينار مولى بني هاشم، عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل، و روايته أتمّ، قالوا:
كان أبو محجن الثّقفيّ
فيمن خرج مع سعد بن أبي وقّاص لحرب الأعاجم/ فكان سعد يؤتى به شاربا فيتهدّده
فيقول له: لست تاركها إلا للّه عزّ و جلّ؛ فأمّا لقولك فلا. قالوا: فأتي به يوم
القادسيّة و قد شرب الخمر؛ فأمر به إلى القيد، و كانت بسعد جراحة فلم يخرج يومئذ
إلى النّاس؛ فاستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، فلما التقى الناس قال أبو محجن:
كفى حزنا أن تردي
الخيل بالقنا
و أترك مشدودا عليّ وثاقيا
يقسم على ألا يشرب الخمر
بعد أن عفا عنه سعد
و ذكر الأبيات و سائر خبره
مثل ما ذكره محمد بن جرير، و زاد فيه: فجاءت زبراء امرأة سعد- هكذا قال:
و الصّحيح أنها سلمى-
فأخبرت سعدا بخبره؛ فقال سعد: أما و اللّه لا أضرب اليوم رجلا أبلى اللّه المسلمين
على يده
[1]
في تاريخ الطبري 4- 124 ط. الحسينية «يبعثه على شفتي أحيانا
فيساء لذلك ثنائي، و لذلك حبسني».
[2]
أذوقها مرفوعة باعتبار «أن» مخففة من الثقيلة، و
اسمها ضمير الشأن أو ضمير متكلم محذوف و جملة أذوقها خبر، و انظر «خزانة الأدب» 3- 550 ط.
بولاق.
[3]
الحص «بالضم» في اللغة الورس، و هو موضع بنواحي حمص ينسب إليه
الخمر، و أورد ياقوت في 2- 74، الأبيات الثلاثة، و جاء البيت الأخير برواية:
و يروى بخمر الحص
لحدي فإنني
أسير لها من بعد ما قد أسوقها
و هذه روايته أيضا في «تاريخ الطبري» 3- 549 ط.
المعارف.