responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 9

شربته، و لكني كنت صاحب شراب في الجاهلية و أنا/ امرؤ شاعر يدبّ الشّعر على لساني فينفثه [1] أحيانا، فحبسني لأني قلت:

إذا متّ فادفنّي إلى أصل كرمة

تروّي عظامي بعد موتي عروقها

و لا تدفننّي في الفلاة فإنني‌

أخاف إذا ما متّ ألّا أذوقها [2]

ليروى بخمر الحصّ [3] لحمي فإنّني‌

أسير لها من بعد ما قد أسوقها

سعد بن أبي وقاص يعلم خبر إطلاقه و صدق قتاله فيفرج عنه‌

قال: و كانت سلمى قد رأت في المسلمين جولة، و سعد بن أبي وقّاص في القصر لعلّة كانت به، لم يقدر معها على حضور الحرب، و كانت قبله عند المثنّى بن حارثة الشّيبانيّ! فلما قتل خلف عليها سعد، فلما رأت شدّة البأس صاحت: وا مثنّياه و لا مثنّى لي اليوم، فلطمها سعد، فقالت: أفّ لك، أجبنا و غيرة؟ و كانت مغاضبة لسعد عشيّة أرماث و ليلة الهدأة و ليلة السّواد، حتى إذا أصبحت أتته و صالحته، و أخبرته خبر أبي محجن، فدعا به و أطلقه و قال: اذهب فلست مؤاخذك بشي‌ء تقوله حتى تفعله، قال: لا جرم، و اللّه إني لا أجبت لساني إلى صفة قبيح أبدا.

خرج مع سعد بن أبي وقاص لحرب الأعاجم‌

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، و حبيب بن نصر المهلبيّ، قالا: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا محمد بن حاتم، قال: حدّثنا محمد بن حازم، قال: حدّثنا عمرو بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه، و أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن دينار مولى بني هاشم، عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل، و روايته أتمّ، قالوا:

كان أبو محجن الثّقفيّ فيمن خرج مع سعد بن أبي وقّاص لحرب الأعاجم/ فكان سعد يؤتى به شاربا فيتهدّده فيقول له: لست تاركها إلا للّه عزّ و جلّ؛ فأمّا لقولك فلا. قالوا: فأتي به يوم القادسيّة و قد شرب الخمر؛ فأمر به إلى القيد، و كانت بسعد جراحة فلم يخرج يومئذ إلى النّاس؛ فاستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، فلما التقى الناس قال أبو محجن:

كفى حزنا أن تردي الخيل بالقنا

و أترك مشدودا عليّ وثاقيا

يقسم على ألا يشرب الخمر بعد أن عفا عنه سعد

و ذكر الأبيات و سائر خبره مثل ما ذكره محمد بن جرير، و زاد فيه: فجاءت زبراء امرأة سعد- هكذا قال:

و الصّحيح أنها سلمى- فأخبرت سعدا بخبره؛ فقال سعد: أما و اللّه لا أضرب اليوم رجلا أبلى اللّه المسلمين على يده‌


[1] في تاريخ الطبري 4- 124 ط. الحسينية «يبعثه على شفتي أحيانا فيساء لذلك ثنائي، و لذلك حبسني».

[2] أذوقها مرفوعة باعتبار «أن» مخففة من الثقيلة، و اسمها ضمير الشأن أو ضمير متكلم محذوف و جملة أذوقها خبر، و انظر «خزانة الأدب» 3- 550 ط. بولاق.

[3] الحص «بالضم» في اللغة الورس، و هو موضع بنواحي حمص ينسب إليه الخمر، و أورد ياقوت في 2- 74، الأبيات الثلاثة، و جاء البيت الأخير برواية:

و يروى بخمر الحص لحدي فإنني‌

أسير لها من بعد ما قد أسوقها

و هذه روايته أيضا في «تاريخ الطبري» 3- 549 ط. المعارف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست