responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 170

/

لما أحسّ [1] بأنّ الورد مدركه‌

و صارما و ربيط الجأش ذا لبد

نادى إليّ بسلم بعد ما أخذت‌

منه المنية بالحيزوم و اللّغد

و لو تصبّر لي حتى أخالطه‌

أسعرته طعنة تكتار بالزّبد [2]

/ قال: فانطلق عامر إلى قومه مجزوزا [3]، و أخبرهم الخبر، فغضبوا لذلك، و قالوا: لا ترأسنا [4] أبدا، و تجهّزوا ليغيروا على طيئ، و رأسوا عليهم علقمة بن علاثة، فخرجوا و معهم الحطيئة و كعب بن زهير.

أسر الحطيئة و كعب بن زهير ثم أطلقهما

فبعث عامر إلى زيد الخيل دسيسا ينذره، فجمع زيد قومه، فلقيهم بالمضيق فقاتلهم، فأسر الحطيئة و كعب بن زهير و قوما منهم، فحبسهم فلما طال عليهم الأسر قالوا: يا زيد، فادنا. قال: الأمر إلى عامر بن الطفيل، فأبوا ذلك عليه، فوهبهم لعامر إلّا الحطيئة و كعبا، فأعطاه كعب فرسه الكميت، و شكا الحطيئة الحاجة، فمنّ عليه، فقال زيد:

أقول لعبدي جرول إذ أسرته‌

أثبني و لا يغررك أنك شاعر

أنا الفارس الحامي الحقيقة و الذي‌

له المكرمات و اللّهى [5] و المآثر

و قومي رءوس الناس و الرأس قائد

إذا الحرب شبّتها الأكفّ المساعر

فلست إذا ما الموت حوذر ورده‌

و أترع حوضاه و حمّج ناظر [6]

بوقافة يخشى الحتوف تهيّبا

يباعدني عنها من القبّ [7] ضامر

/ و لكنني أغشى الحتوف بصعدتي [8]

مجاهرة إنّ الكريم يجاهر [9]

و أروي سناني من دماء عزيزة

على أهلها إذ لا ترجّى الأياصر [10]

شعر الحطيئة لزيد

فقال الحطيئة لزيد:

إن لم يكن مالي بآت فإنّني‌

سيأتي ثنائي زيدا بن مهلهل [11]

فأعطيت منا الودّ يوم لقيتنا

و من آل بدر شدّة لم تهلّل [12]


[1] في أ «لما تحسب أن الورد». و في المختار «لما تيقن».

[2] ب، س، ج «كالنار بالزند»، و في المختار «تكتن بالزبد» و المثبت من أ، ج، و في هامشه: تكتار، أي تجيش و ترمي بالزبد، من قولهم: اكتار الفرس، إذا رفع ذنبه في العدو.

[3] في المختار «محزونا».

[4] في المختار «لا نذوق و سنا أبدا».

[5] اللهي: العطايا.

[6] هامش أ «التحميج تحديد النظر».

[7] القب: جمع الأقبّ، و هو من الخيل الدقيق الخصر.

[8] في المختار «و صعدتي». و الصعدة: القناة المستوية.

[9] في المختار «إن الشجاع مجاهر».

[10] الأياصر: جمع آصرة؛ و هي قرابة الرحم.

[11] ديوانه 82، و فيه: إلا يكن ... فإنه».

[12] في الديوان «و أعطيت منا الود ... و من آل بدر وقعة» و في ابن الشجري «فأعطتك». و لم تهلّل: لم تضعف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست