فرضي عنه زيد و منّ عليه
لما قال هذا فيه، و عدّ ذلك ثوابا من الحطيئة و قبله.
امتناع الحطيئة عن
هجائه
فلما رجع الحطيئة إلى قومه
قام فيهم حامدا لزيد، شاكرا لنعمته، حتى أسرت طيئ بني بدر، فطلبت فزارة و أفناء
قيس إلى شعراء العرب أن يهجوا بني لأم و زيدا، فتحامتهم شعراء العرب، و امتنعت من
هجائهم، فصاروا إلى الحطيئة فأبى عليهم، و قال: اطلبوا غيري فقد حقن دمي، و أطلقني
بغير فداء؛ فلست بكافر نعمته أبدا، قالوا: فإنا نعطيك مائة ناقة، قال: و اللّه لو
جعلتموها ألفا ما فعلت ذلك. و قال الحطيئة:
خرج بجير بن زهير و
الحطيئة و رجل من فزارة يتقنّصون الوحش، فلقيهم زيد الخيل فأسرهم، فافتدى بجير
نفسه بفرس كان لكعب أخيه، و كعب يومئذ مجاور في بني ملقط من طيئ، و شكا إليه
الحطيئة الفاقة فأطلقه:
غزا فزارة مع بني نبهان
و قال أبو عمرو: غزت بنو
نبهان فزارة و هم متساندون و معهم زيد الخيل، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزمت
فزارة، و ساقت بنو نبهان الغنائم/ من النساء و الصبيان. ثم إن فزارة حشدت و
استعانت [9] بأحياء من قيس، و فيهم رجل من سليم شديد البأس سيّد يقال له: عباس بن
أنس الرعليّ، كانت بنو سليم قد أرادوا [10] عقد التاج على رأسه
[1]
هامش أ «الأخيل الشقراق يتشاءم به». و في شرح الديوان «بأخيل جمع خيل».