responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 171

فما نلتنا غدرا و لكن صبحتنا

غداة التقينا في المضيق بأخيل [1]

تفادى حماة القوم من وقع رمحه‌

تفادي ضعاف الطّير من وقع أجدل‌

و قال فيه الحطيئة أيضا [2]:

وقعت بعبس ثم أنعمت فيهم‌

و من آل بدر قد أصبت الأخايرا [3]

فإن يشكروا فالشكر أدنى إلى التّقى‌

و إن يكفروا لا ألف يا زيد كافرا [4]

تركت المياه من تميم بلاقعا

بما قد ترى منهم حلولا كراكرا [5]

/ و حيّ سليم قد أثرت شريدهم [6]

و بالأمس ما قتّلت يا زيد عامرا [7]

فرضي عنه زيد و منّ عليه لما قال هذا فيه، و عدّ ذلك ثوابا من الحطيئة و قبله.

امتناع الحطيئة عن هجائه‌

فلما رجع الحطيئة إلى قومه قام فيهم حامدا لزيد، شاكرا لنعمته، حتى أسرت طيئ بني بدر، فطلبت فزارة و أفناء قيس إلى شعراء العرب أن يهجوا بني لأم و زيدا، فتحامتهم شعراء العرب، و امتنعت من هجائهم، فصاروا إلى الحطيئة فأبى عليهم، و قال: اطلبوا غيري فقد حقن دمي، و أطلقني بغير فداء؛ فلست بكافر نعمته أبدا، قالوا: فإنا نعطيك مائة ناقة، قال: و اللّه لو جعلتموها ألفا ما فعلت ذلك. و قال الحطيئة:

كيف الهجاء و ما تنفكّ صالحة

من آل لأم [8] بظهر الغيب تأتينا

المنعمين أقام العزّ وسطهم‌

بيض الوجوه و في الهيجا مطاعينا

/ و قد أخبرنا أبو خليفة، عن محمد بن سلام، قال:

خرج بجير بن زهير و الحطيئة و رجل من فزارة يتقنّصون الوحش، فلقيهم زيد الخيل فأسرهم، فافتدى بجير نفسه بفرس كان لكعب أخيه، و كعب يومئذ مجاور في بني ملقط من طيئ، و شكا إليه الحطيئة الفاقة فأطلقه:

غزا فزارة مع بني نبهان‌

و قال أبو عمرو: غزت بنو نبهان فزارة و هم متساندون و معهم زيد الخيل، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزمت فزارة، و ساقت بنو نبهان الغنائم/ من النساء و الصبيان. ثم إن فزارة حشدت و استعانت [9] بأحياء من قيس، و فيهم رجل من سليم شديد البأس سيّد يقال له: عباس بن أنس الرعليّ، كانت بنو سليم قد أرادوا [10] عقد التاج على رأسه‌


[1] هامش أ «الأخيل الشقراق يتشاءم به». و في شرح الديوان «بأخيل جمع خيل».

[2] ديوانه 87.

[3] ج و المختار «عنهم»، و في الديوان «قد أصبت الأكابرا».

[4] في المختار «لم ألف».

[5] الكراكر: الجماعات، واحدها كركرة.

[6] المختار «أبرت شريدهم» و في ج «و حتى سليم».

[7] ب، س «و لا تنس».

[8] في أ «الذي كريم» و في هامشه و ج «من آل زيد». و في المختار «لآل لأم بظهر الغيب».

[9] أ «و استغاثت».

[10] أ «قد أرادت».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست