responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 169

كررت على أبطال [1] سعد و مالك‌

و من يدع الدّاعي [2] إذا هو ندّدا

فلأيا كررت الورد حتى رأيتهم‌

يكبّون في الصحراء مثنى و موحدا

و حتى نبذتم بالصّعيد رماحكم‌

و قد ظهرت دعوى زنيم و أسعدا

فما زلت أرميهم بغرّة وجهه‌

و بالسيف حتى كلّ تحتي و بلّدا

إذا شكّ أطراف العوالي لبانه‌

أقدّمه حتى يرى الموت أسودا

علالتها بالأمس ما قد علمتم‌

و علّ الجواري بيننا أن تسهّدا

لقد علمت نبهان أنّي حميتها

و أنى منعت السّبي أن يتبدّدا

عشيّة غادرت ابن ضبّ كأنما

هوى عن عقاب من شماريخ صنددا [3]

بذي شطب أغشي الكتيبة سلهبا [4]

أقبّ كسرحان الظلام معوّدا [5]

زيد و عامر بن الطفيل‌

قال أبو عمرو: و خرج زيد الخيل يطلب نعما من بني بدر، و أغار عامر بن الطفيل على بني فزارة، فأخذ امرأة يقال لها هند، و استاق نعما لهم، فقالت بنو بدر لزيد: ما كنا قطّ إلى نعمك أحوج منّا اليوم، فتبعه زيد الخيل، و قد مضى، و عامر يقول: يا هند، ما ظنّك بالقوم؟ فقالت: ظنّي بهم أنهم سيطلبونك، و ليسوا نياما عنك.

قال: فحطأ [6] عجزها، ثم قال: لا تقول استها شيئا، فذهبت مثلا.

فأدركه زيد الخيل، فنظر إلى عامر فأنكره لعظمه و جماله، و غشيه زيد فبرز له عامر، فقال: يا عامر؛ خلّ سبيل الظعينة و النّعم. فقال عامر: من أنت؟ قال: فزاري أنا. قال عامر: و اللّه ما أنت من القلح [7] أفواها. فقال زيد: خلّ عنها، قال: لا، أو تخبرني من أنت؟ قال: أسديّ، قال: لا و اللّه ما أنت من المتكوّرين على ظهور الخيل. قال: خلّ سبيلها. قال: لا و اللّه أو تخبرني فأصدقني [8]، قال: أنا زيد الخيل، قال: صدقت؛ فما تريد من قتالي، فو اللّه لئن قتلتني لتطلبنّك بنو عامر، و لتذهبنّ فزارة بالذكر. فقال له زيد: خلّ عنها، قال: تخلّى عنّي و أدعك و الظعينة و النّعم؟ قال: فاستأسر، قال: أفعل، فجزّ ناصيته، و أخذ رمحه، و أخذ هندا و النعم، فردّها إلى بني بدر، و قال في ذلك:

إنا لنكثر في قيس وقائعنا

و في تميم و هذا الحيّ من أسد

و عامر بن طفيل قد نحوت له‌

صدر القناة بماضي الحدّ مطّرد


[1] كذا في أ، ب، س، و في ج «فتيان».

[2] أ «و مثلى دعا الداعي».

[3] أ «هوى عن حفاف». و في المختار «صمردا»، و الصمرد، واحد الصماريد؛ و هي الأرضون الصلاب. و صندد: جبل بتهامة.

[4] كذا في أ، ج. و في المختار «أغشى الكريهة».

[5] في أ «كسرحان الظلام معردا».

[6] حطأ فلانا: ضرب ظهره بيده مبسوطة.

[7] القلح، بالقاف و الحاء: جمع أقلح؛ و هو الذي في أسنانه صفرة. و في المختار: الفلج، و الفلج: المتباعد و ما بين الأسنان.

[8] في المختار «فتصدقني».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست