قال أبو عمرو: و خرج زيد
الخيل يطلب نعما من بني بدر، و أغار عامر بن الطفيل على بني فزارة، فأخذ امرأة
يقال لها هند، و استاق نعما لهم، فقالت بنو بدر لزيد: ما كنا قطّ إلى نعمك أحوج
منّا اليوم، فتبعه زيد الخيل، و قد مضى، و عامر يقول: يا هند، ما ظنّك بالقوم؟
فقالت: ظنّي بهم أنهم سيطلبونك، و ليسوا نياما عنك.
قال: فحطأ [6] عجزها، ثم
قال: لا تقول استها شيئا، فذهبت مثلا.
فأدركه زيد الخيل، فنظر
إلى عامر فأنكره لعظمه و جماله، و غشيه زيد فبرز له عامر، فقال: يا عامر؛ خلّ سبيل
الظعينة و النّعم. فقال عامر: من أنت؟ قال: فزاري أنا. قال عامر: و اللّه ما أنت
من القلح [7] أفواها. فقال زيد: خلّ عنها، قال: لا، أو تخبرني من أنت؟ قال: أسديّ،
قال: لا و اللّه ما أنت من المتكوّرين على ظهور الخيل. قال: خلّ سبيلها. قال: لا و
اللّه أو تخبرني فأصدقني [8]، قال: أنا زيد الخيل، قال: صدقت؛ فما تريد من قتالي،
فو اللّه لئن قتلتني لتطلبنّك بنو عامر، و لتذهبنّ فزارة بالذكر. فقال له زيد: خلّ
عنها، قال: تخلّى عنّي و أدعك و الظعينة و النّعم؟ قال: فاستأسر، قال: أفعل، فجزّ
ناصيته، و أخذ رمحه، و أخذ هندا و النعم، فردّها إلى بني بدر، و قال في ذلك: