responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 90

فعدل إليها و قال: صدقت و اللّه، فقبح اللّه من لا مني فيك، يا غلام مر مسلمة أن يصلّي بالناس. و أقام معها يشرب و تغنيه، و عاد إلى حاله [1].

و قال عمر بن شبّة في حديثه: فقال يزيد: صدقت و اللّه، فعلى مسلمة لعنة اللّه! و عاود ما كان فيه، ثم قال لها: من يقول هذا الشعر؟ قالت: الأحوص. فأحضره ثم أنشده قصيدة مدحه فيها، و أوّلها قوله:

يا موقد النار بالعلياء من إضم‌

أوقد فقد هجت شوقا غير منصرم [2]

/ و هي طويلة. فقال له يزيد: ارفع حوائجك. فكتب إليه في نحو من أربعين ألف درهم من دين و غيره، فأمر له بها.

و قال مصعب في خبره: بل استأذن الأحوص على يزيد، فأذن له، فاستأذن في الإنشاد، فقال: ليس هذا وقتك. فلم يزل به حتى أذن له. فأنشده هذه الأبيات، فلما سمعها وثب حتّى دخل على حبابة و هو يتمثل:

و ما العيش إلا ما تلذّ و تشتهي‌

و إن لام فيه ذو الشّنان و فنّدا

فقالت له: ما ردّك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أبيات أنشدنيها الأحوص، فسلي ما شئت. قالت: ألف دينار تعطيها الأحوص. فأعطاه ألف دينار.

نسبة ما في هذا الخبر من الغناء

صوت‌

يا موقد النار بالعلياء من إضم‌

أوقد فقد هجت شوقا غير منصرم‌

يا موقد النار أوقدها فإن لها

سنا يهيج فؤاد العاشق السّدم [3]

الشعر للأحوص، و الغناء لمعبد، خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، عن يونس و إسحاق و عمرو. و ذكر حبش أن فيه خفيف ثقيل آخر لابن جامع.

مولى خراساني يعظ يزيد بن عبد الملك:

أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني علي بن القاسم بن بشير قال:

لما غلب يزيد بن عبد الملك أهله و أبى أن يسمع منهم كلّموا مولى له خراسانيا ذا قدر عندهم، و كانت فيه لكنة، فأقبل على يزيد يعظه و ينهاه عما قد ألحّ عليه/ من السّماع للغناء و الشراب، فقال له يزيد: فإني أحضرك هذا الأمر الذي تنهى عنه، فإن نهيتني عنه بعد ما تبلوه و تحضره انتهيت، و إنّي مخبر جواريّ أنك عمّ من عمومتي، فإياك أن تتكلّم فيعلمن أنّي كاذب، و أنّك لست بعمّي. ثم أدخله عليهنّ فغنّين، و الشيخ يسمع و لا يقول شيئا، حتّى غنين:

/

و قد كنت آتيكم بعلّة غيركم‌

فأفنيت علاتي فكيف أقول‌


[1] ما عدا، ها، مب ط «إلى حبابة».

[2] إضم، كإرم: واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر.

[3] سنا النار: ضوؤها. ما عدا ط، ها، مب «شبا» محرّف. و السدم: الحزين المغتاظ.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست