responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 89

و من يطيق ابن هبيرة؟! حبابة بالليل، و هداياه بالنهار، مع أنه و إن بلغ فإنه رمل من بني سكين [1]. فلم تزل حبابة تعمل له حتى وليها.

حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يحدّث بهذا الحديث، فحفظته و لم أحفظ إسناده. و حدّثنا محمد بن خلف وكيع قال حدّثني أحمد بن زهير قال: حدّثنا مصعب الزبيري، عن مصعب بن عثمان. و قد جمعت روايتيهما قالا:

أراد يزيد بن عبد الملك أن يشبّه بعمر بن عبد العزيز و قال: بما ذا صار عمر أرجى لربّه [2] جلّ و عزّ منّي؟ فشقّ ذلك على حبابة؟ فأرسلت إلى الأحوص.

مسلمة و يزيد بن معاوية:

هكذا في رواية وكيع، و أما عمر بن شبّة فإنه ذكر أنّ مسلمة أقبل على يزيد يلومه في الإلحاح على الغناء و الشّرب، و قال له: إنك وليت بعقب عمر بن عبد العزيز و عدله، و قد تشاغلت بهذه الأمّة عن النظر في الأمور، و الوفود ببابك، و أصحاب الظّلامات يصيحون، و أنت غافل عنهم. فقال: صدقت و اللّه، و أعتبه و همّ بترك الشّرب، و لم يدخل على حبابة أياما، فدسّت حبابة إلى الأحوص أن يقول أبياتا في ذلك و قالت له: إن رددته عن رأيه فلك ألف دينار. فدخل الأحوص إلى يزيد، فاستأذن في الإنشاد، فأذن له.

قال إسحاق في خبره: فقال الأحوص:

صوت‌

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا

فقد غلب المحزون أن يتجلّدا

بكيت الصّبا جهدي فمن شاء لا مني‌

و من شاء آسى في البكاء و أسعدا

/ و إنّي و إن فنّدت في طلب الغنى‌

لأعلم أنّي لست في الحبّ أوحدا [3]

إذا أنت لم تعشق و لم تدر ما الهوى‌

فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

فما العيش إلا ما تلذّ و تشتهي‌

و إن لام فيه ذو الشّنان و فنّدا [4]

الغناء لمعبد، خفيف ثقيل أوّل بالبنصر، و فيه رمل للغريض. و يقال إنه لحبابة.

قال [5]: و مكث جمعة لا يرى حبابة و لا يدعو بها، فلما كان يوم الجمعة قالت لبعض جواريها: إذا خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة فأعلميني. فلما أراد الخروج أعلمتها، فتلقّته و العود في يدها، فغنت البيت الأوّل، فغطّى وجهه و قال: مه لا تفعلي. ثم غنت:

و ما العيش إلا ما تلذّ و تشتهي‌


[1] سكين، بالتصغير: أحد أجداده، كما في ترجمة يزيد بن عمر بن هبيرة، في «وفيات الأعيان».

[2] الرجاء: الخوف. قال عزّ و جلّ: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، أي لا تخافون للّه عظمة.

[3] التفنيد: التكذيب، و التعجيز و تخطئ الرأي.

[4] الشنان و الشنآن: العداوة و البغض.

[5] إلى هنا ينتهي سقط ط الذي سبق التنبيه عليه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست