responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 91

فطرب الشيخ و قال: لا فيف، جعلني اللّه فداكنّ! يريد: لا كيف. فعلمن أنه ليس عمّه، و قمن إليه بعيدانهنّ ليضربنه بها، حتّى حجزهنّ يزيد عنه. ثم قال له بعد ما انقضى أمرهن: ما تقول الآن أدع هذا أم لا؟ قال: لا تدعه!

حبابة تردّ يزيد إلى ما كان عليه:

أخبرني إسماعيل بن يونس قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني خالد بن يزيد بن بحر الخزاعي الأسلميّ، عن محمد بن سلمة، عن أبيه عن حماد الراوية قال:

كانت حبابة فائقة في الجمال و الحسن، و كان يزيد لها عاشقا، فقال لها يوما: قد استخلفتك على ما ورد عليّ. و نصبت لذلك مولاي فلانا فاستخلفيه لأقيم معك أيّاما و أستمتع بك. قالت: فإنّي قد عزلته. فغضب عليها و قال: قد استعملته و تعزلينه؟ و خرج من عندها مغضبا، فلما ارتفع النّهار و طال عليه هجرها دعا خصيّا له و قال:

انطلق فانظر أيّ شي‌ء تصنع حبابة؟ فانطلق الخادم ثم أتاه، فقال: رأيتها مؤتزرة بإزار خلوقيّ [1] قد جعلت له ذنبين و هي تلعب بلعبها. فقال: ويحك احتل لها حتّى تمرّ بها عليّ. فانطلق الخادم إليها فلاعبها ساعة، ثم استلب لعبة من لعبها و خرج، فجعلت تحضر في أثره، فمرت بيزيد فوثب و هو يقول: قد/ عزلته! و هي تقول: قد استعملته! فعزل مولاه و ولّاه و هو لا يدري. فمكث معها خاليا أياما حتّى دخل عليه أخوه مسلمة فلامه، و قال: ضيعت حوائج الناس و احتجبت عنهم، أ ترى هذا مستقيما لك؟! و هي تسمع مقالته، فغنّت لما خرج:

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا

فذكرت الأبيات. فطرب و قال: قا تلك اللّه أبيت إلا أن ترديني إليك. و عاد إلى ما كان عليه.

حبابة و سلامة تغنيان يزيد بشعر للأحوص فيعود إلى الصبا:

أخبرني إسماعيل قال: حدّثني عمي قال: حدّثني إسحاق قال: حدّثني الهيثم بن عديّ، عن صالح بن حسّان قال:

قال مسلمة ليزيد: تركت الظّهور [2] و شهود الجمعة الجامعة، و قعدت في منزلك مع هذه الإماء! و بلغ ذلك حبابة و سلامة فقالتا للأحوص: قل في ذلك شعرا فقال:

و ما العيش إلا ما تلذّ و تشتهي‌

و إن لام فيه ذو الشّنان و فنّدا

بكيت الصّبا جهدي فمن شاء لامني‌

و من شاء آسى في البكاء و أسعدا

و إنّي و إن أغرقت في طلب الصبا

لأعلم أنّي لست في الحبّ أوحدا

إذا كنت عزهاة عن اللّهو و الصبا

فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا [3]

قال: فغنتا يزيد فيه، فلما فرغتا ضرب بخيزرانته الأرض و قال: صدقتما صدقتما! فعلى مسلمة لعنة اللّه و على ما جاء به.


[1] كلمة «مؤتزرة» من ط، ها، مب فقط. و خلوقي، كأنه يريد لونه كلون الخلوق. و الخلوق بفتح الخاء: طيب يتخذ من الزعفران و غيره من أنواع الطيب، و تغلب عليه الحمرة و الصفرة.

[2] ما عدا ط، ها، مب «الطهور» بالطاء المهملة.

[3] العزهاة: للمنقبض المعرض.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست