responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 88

يحنّ قلبي إليها حين أذكرها

و ما تذكرت شوقا آب من أمم [1]

إلّا حنينا إليها إنّها رشأ

كالشّمس رود ثقال سهلة الشيم [2]

فضّلها اللّه ربّ الناس إذ خلقت‌

على النساء من اهل الحزم و الكرم‌

أقوال الشعراء فيها:

و قال فيها الشعراء فأكثروا، و غنّى في أشعارهم المغنّون من أهل مكة و المدينة، و بلغ ذلك يزيد فاستشنعه، فقال: هذا قبل رحلتنا و قد هممنا، فكيف لو ارتحلنا؟! و تذكر القوم/ شدّة الفراق، و بلغه أيضا أن سليمان قد تكلّم في ذلك، فردّها، و لم تزل في قلبه حتّى ملك، فاشترتها سعدة امرأته العثمانية، و وهبتها له.

منزلة حبابة عند يزيد:

أخبرني ابن عمّار قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني إسحاق قال: حدّثني أبو ذفافة المنهال بن عبد الملك، عن مروان بن بشر بن أبي سارة مولى الوليد بن يزيد، قال:

أوّل [3] ما ارتفعت به منزلة حبابة عند يزيد أنّه [4] أقبل يوما إلى البيت الذي هي فيه، فقام من وراء الستر فسمعها تترنم و تغنّي و تقول:

كان لي يا يزيد حبّك حينا

كاد يقضى عليّ لما التقينا [5]

- و الشعر كان «يا شقير» [6]- فرفع الستر فوجدها مضطجعة مقبلة على الجدار، فعلم أنها لم تعلم [7] به و لم يكن ذاك لمكانه، فألقى نفسه عليها و حرّكت منه.

قال المدائني: غلبت حبابة على يزيد، و تبنّى بها عمر بن هبيرة فعلّت منزلته، حتى كان يدخل على يزيد في أيّ وقت شاء، و حسد ناس من بني أمية مسلمة بن عبد الملك على ولايته، و قدحوا فيه عند يزيد، و قالوا: إن مسلمة إنّ اقتطع الخراج لم يحسن يا أمير المؤمنين أن تفتشه أو تكشفه [8] عن شي‌ء، لسنّه و حقّه [9]، و قد علمت أنّ أمير المؤمنين لم يدخل أحدا من أهل بيته في الخراج. فوقر ذلك في قلب يزيد [10]، و عزم على عزله، و عمل ابن هبيرة في ولاية العراق من قبل حبابة، فعملت له في ذلك. و كان بين ابن هبيرة و بين القعقاع بن خالد عداوة، و كانا يتنازعان و يتحاسدان، فقيل للقعقاع لقد: نزل ابن هبيرة من أمير المؤمنين منزلة،/ إنه لصاحب العراق غدا. فقال‌


[1] الأمم، بالتحريك: القرب.

[2] الرود، بالضم، و أصلها الهمز: الشابة الحسنة. و الثقال، كسحاب: العظيمة الكفل.

[3] بدلهما فيما عدا ط، ها، مب «لما».

[4] كلمة «به» و «أنه» من ط، ح، ها، مب.

[5] الحين، بالفتح: الهلاك.

[6] ما عدا ط، ه، مب «يا سقير».

[7] الكلام بعده إلى نهاية السطر الأول بعد الأبيات الدالية التي ستأتي، ناقص من نسخة ط.

[8] هذا ما في ها، مب. و في س «أن يستكشف». و في سائر النسخ «أن يعيشه و أن يكسبه» تحريف.

[9] ما عدا «ها»، مب «و خفته».

[10] وقر في قلبه، أي ثبت و سكن.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست