responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 87

الزبير فيما أخبرنا به الحسن بن علي عن هارون بن محمد، عنه عن عمه. قال: و من زعم أن سعدة اشترتها فقد أخطأ.

/ قال المدائني: ثم خطب يزيد إلى أخيها خالد بنت أخ له، فقال: أ ما يكفيه أنّ سعدة عنده حتّى يخطب إلى بنات أخي؟ و بلغ يزيد فغضب، فقدم عليه خالد يسترضيه، فبينا هو في فسطاطه إذ أتته جارية لحبابة في خدمها فقالت له: أمّ داود تقرأ عليك السلام و تقول لك: قد كلّمت أمير المؤمنين فرضي عنك. فالتفت فقال: من أم داود؟

فأخبره من معه أنّها حبابة، و ذكر له قدرها و مكانها من يزيد. فرفع رأسه إلى الجارية فقال: قولي لها: إنّ الرضا عنّي بسبب لست به. فشكت ذاك إلى يزيد فغضب، و أرسل إلى خالد فلم يعلم بشي‌ء حتى أتاه رسول حبابة به فيمن معه من الأعوان، فاقتلعوا فسطاطه و قلعوا أطنابه، حتّى سقط عليه و على أصحابه، فقال: ويلكم ما هذا؟ قالوا:

رسل حبابة، هذا ما صنعت بنفسك. فقال: ما لها أخزاها اللّه، ما أشبه رضاها بغضبها!

شعر الحارث بن خالد في حبابة:

قال إسحاق: و حدّثني محمد بن سلّام عن يونس بن حبيب، أنّ يزيد بن عبد الملك اشترى حبابة، و كان اسمها العالية، بأربعة آلاف دينار، فلما خرج بها قال الحارث بن خالد فيها:

ظعن الأمير بأحسن الخلق‌

و غدوا بلبّك مطلع الشرق‌

مرّت على قرن يقاد بها

تعدو أمام براذن زرق [1]

فظللت كالمقمور مهجته‌

هذا الجنون و ليس بالعشق [2]

يا ظبية عبق العبير بها

عبق الدّهان بجانب الحقّ‌

/ و غنته حبابة في الشعر، و بلغ يزيد فسألها عنه فأخبرته، فقال لها: غنّيني به. فغنته فأجادت و أطربته، فقال إسحاق: و لعمري إنه من جيد غنائها.

قال أبو الفرج الأصبهاني: هذا غلط ممّن رواه في أبيات الحارث بن خالد؛ لأنه قالها في عائشة بنت طلحة، لمّا تزوّجها مصعب بن الزبير و خرج بها [3]. و في أبياته يقول:

في البيت ذي الحسب الرفيع و من‌

أهل التقى و البرّ و الصّدق‌

و قد شرح ذلك في أخبار عائشة بنت طلحة.

قال إسحاق: و أخبرني الزبيري أنّ يزيد اشتراها و هو أمير، فلما أراد الخروج بها قال الحارث بن خالد فيها:

قد سلّ جسمي و قد أودى به سقم‌

من أجل حيّ جلوا عن بلدة الحرم [4]


[1] قرن، بالتحريك: جبل، ذكره ياقوت، و أنشد هذه الأبيات فيه منسوبة إلى عبيد اللّه بن قيس الرقيات، و كذلك وردت هذه النسبة في كتاب «المردفات من قريش» 65 من «نوادر المخطوطات» المجلد الثاني. و الصواب أن يكون «القرن» هنا: البعير المقرون بآخر.

تعدو، أي يعدو بعيرها. و رواية ياقوت «يقاد بها جمل».

[2] المقمور: المغلوب في القمار. و رواية المردفات «خلعته» بدل «بهجته».

[3] و هي إحدى نسبتي «كتاب المردفات».

[4] فيما عدا ط، مب «قد خلوا» محرّف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست