فلما طال عليه البلاء و قد
نتأت قطعة مثل اللّبد [3] في جنبه في موضع الطّعنة، قالوا له: لو قطعتها لرجونا أن
تبرأ. فقال: شأنكم. فأشفق عليه بعضهم فنهاهم، فأبى و قال: الموت أهون عليّ مما أنا
فيه! فأحموا له شفرة ثم قطعوها فيئس [4] من نفسه.
من شعر صخر في الصبر:
قال: و سمع صخر أخته
الخنساء تقول: كيف كان صبره؟ فقال صخر في ذلك:
أجارتنا إنّ الخطوب
تنوب
على النّاس، كلّ المخطئين تصيب
فإن تسأليني هل صبرت
فإنّني
صبور على ريب الزمان صليب
كأنّي و قد أدنوا
إليّ شفارهم
من الصّبر دامي الصّفحتين ركوب
أجارتنا لست الغداة
بظاعن
و لكن مقيم ما أقام عسيب
قبر صخر:
عن أبي عبيدة: عسيب: جبل
بأرض بني سليم إلى جنب المدينة، فقبره هناك معلم.
و قال أبو عبيدة: فمات
فدفن هناك، فقبره قريب من عسيب.
رثاء الخنساء لصخر:
فقالت الخنساء ترثيه:
ألا ما لعينك أم ما
لها
لقد أخضل الدّمع سربالها
ابعد ابن عمرو من آل
الشري
-
د حلّت به الأرض أثقالها
فإن تك مرّة أودت به
فقد كان يكثر تقتالها
[1]
في «اللسان»: «و إذا ثقل غلى القوم أمر أو اغتموا به فهو جنازة
عليهم». و أنشد هذا البيت.
[2]
أنشده في «اللسان» (عسب) و قال «معناه أن الرئيس إذا قتل جعل رأسه على سنان. يعني أن
العيش إذا كان هكذا فهو الموت».
قلت: و هذا إبعاد في
التفسير. إنما اليعسوب: ذكر النحل، و موضعه من رأس السنان إذا وقف عليه ليس بشيء،
فكذا الدنيا في هوانها عند ما ينظر إليها.
[3]
كذا في ط، ج، مب، مط. و في سائر
النسخ «مثل الكبد».