responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 57

أرى أمّ صخر لا تملّ عيادتي‌

و ملّت سليمى مضجعي و مكاني‌

و ما كنت أخشى أن أكون جنازة

عليك و من يغترّ بالحدثان [1]

/ أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه‌

و قد حيل بين العير و النّزوان‌

لعمري لقد نبّهت من كان نائما

و أسمعت من كانت له أذنان‌

و للموت خير من حياة كأنّها

محلة يعسوب برأس سنان [2]

و أيّ امرئ ساوى بأمّ حليلة

فلا عاش إلّا في شقا و هوان‌

فلما طال عليه البلاء و قد نتأت قطعة مثل اللّبد [3] في جنبه في موضع الطّعنة، قالوا له: لو قطعتها لرجونا أن تبرأ. فقال: شأنكم. فأشفق عليه بعضهم فنهاهم، فأبى و قال: الموت أهون عليّ مما أنا فيه! فأحموا له شفرة ثم قطعوها فيئس [4] من نفسه.

من شعر صخر في الصبر:

قال: و سمع صخر أخته الخنساء تقول: كيف كان صبره؟ فقال صخر في ذلك:

أجارتنا إنّ الخطوب تنوب‌

على النّاس، كلّ المخطئين تصيب‌

فإن تسأليني هل صبرت فإنّني‌

صبور على ريب الزمان صليب‌

كأنّي و قد أدنوا إليّ شفارهم‌

من الصّبر دامي الصّفحتين ركوب‌

أجارتنا لست الغداة بظاعن‌

و لكن مقيم ما أقام عسيب‌

قبر صخر:

عن أبي عبيدة: عسيب: جبل بأرض بني سليم إلى جنب المدينة، فقبره هناك معلم.

و قال أبو عبيدة: فمات فدفن هناك، فقبره قريب من عسيب.

رثاء الخنساء لصخر:

فقالت الخنساء ترثيه:

ألا ما لعينك أم ما لها

لقد أخضل الدّمع سربالها

ابعد ابن عمرو من آل الشري

- د حلّت به الأرض أثقالها

فإن تك مرّة أودت به‌

فقد كان يكثر تقتالها


[1] في «اللسان»: «و إذا ثقل غلى القوم أمر أو اغتموا به فهو جنازة عليهم». و أنشد هذا البيت.

[2] أنشده في «اللسان» (عسب) و قال «معناه أن الرئيس إذا قتل جعل رأسه على سنان. يعني أن العيش إذا كان هكذا فهو الموت».

قلت: و هذا إبعاد في التفسير. إنما اليعسوب: ذكر النحل، و موضعه من رأس السنان إذا وقف عليه ليس بشي‌ء، فكذا الدنيا في هوانها عند ما ينظر إليها.

[3] كذا في ط، ج، مب، مط. و في سائر النسخ «مثل الكبد».

[4] هذه الكلمة من ط، مب، مط.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست