responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 56

و لو أصبحت في جشم هديّا

إذا أصبحت في دنس و فقر [1]

و هذا الشعر [2] ترثي به أخاها صخرا و قتله زيد بن ثور الأسدي يوم ذي الأثل.

مقتل أخيها صخر:

أخبرنا بالسبب في ذلك محمد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، و أضفت إليه رواية الأثرم عن أبي عبيدة قال:

غزا صخر بن عمرو، و أنس بن عبّاس الرّعليّ في بني سليم، بني أسد بن خزيمة [3]،- قال أبو عبيدة: و زعم السّلمي أنّ هذا اليوم يقال له يوم الكلاب و يوم ذي الأثل- في بني عوف و بني خفاف، و كانا متساندين، و على بني خفاف صخر بن عمرو الشّريديّ، و على بني عوف أنس بن عبّاس. قال: فأصابوا في بني أسد بن خزيمة غنائم و سبيا، و أخذ صخر يومئذ بديلة امرأة [4]. قال: و أصابت صخرا يومئذ طعنة، طعنه رجل يقال له ربيعة بن ثور، و يكنى أبا ثور، فأدخل جوفه حلقا من الدّرع فاندمل عليه حتّى شقّ عنه بعد سنين، و كان سبب موته.

قال أبو عبيدة: و قال غيره: بل ورد هو و بلعاء بن قيس الكناني. قال:/ و كانا أجمل رجلين في العرب. قال:

فشربا عند يهوديّ خمار كان بالمدينة. قال:/ فحسدهما لما رأى من جمالهما و هيأتهما، و قال: إنّي لأحسد العرب أن يكون فيهم مثل هذين! فسقاهما شربة جويا منها [5]. قال: فمرّ بصخر طبيب بعد ما طال مرضه، فأراه ما به، فقال: أشقّ عنك [6] فتفيق. قال: فعمد إلى شفار فجعل يحميها ثم يشقّ بها [7] عنه، فلم ينشب أن مات.

قال أبو عبيدة: و أمّا أبو بلال بن سهم فإنّه قال: اكتسح صخر أموال بني أسد و سبى نساءهم، فأتاهم الصّريح فتبعوه فتلاحقوا بذات الأثل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فطعن ربيعة بن ثور الأسديّ صخرا في جنبه، و فات القوم فلم يقعص [8] و جوي منها، و مرض قريبا من حول، حتّى ملّه أهله. قال: فسمع صخر امرأة و هي تسأل سلمى امرأة صخر: كيف بعلك؟ فقالت سلمى: لا حيّ فيرجى، و لا ميت فينعى، لقينا منه الأمرّين! قال: و زعم آخر أنّ التي قالت هذه المقالة بديلة الأسديّة التي كان سباها من بني أسد فاتّخذها لنفسه. فأنشد هذا البيت:

ألا تلكم عرسي بديلة أوجست‌

فراقي و ملّت مضجعي و مكاني [9]

و أمّا أبو بلال بن سهم فزعم أنّ صخرا حين سمع مقالة سلمى امرأته قال:


[1] الهدي: العروس تهدى إلى بعلها.

[2] يعني بذلك صوت الأغاني الذي سبق ترجمة الخنساء.

[3] كذا على الصواب في ط، مب، مط. و فيما سواها «بن أسد بن خزيمة».

[4] هذا الأوفق من ط، مب، مط، ح. أي امرأة له. و فيما سواها «امرأته».

[5] الجوي، السل و تطاول المرض، أو داء يأخذ في الصدر.

[6] ط، ح، مب، مط «أسر عنك».

[7] ط، ح «ثم يسر بها». مب، مط «يشربها».

[8] قعصه و أقعصه: ضربه أو رماه فمات مكانه.

[9] ما عدا ط، مب، مط «أوحشت» تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست