و هذا الشعر [2] ترثي به
أخاها صخرا و قتله زيد بن ثور الأسدي يوم ذي الأثل.
مقتل أخيها صخر:
أخبرنا بالسبب في ذلك محمد
بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، و أضفت إليه رواية الأثرم عن أبي
عبيدة قال:
غزا صخر بن عمرو، و أنس بن
عبّاس الرّعليّ في بني سليم، بني أسد بن خزيمة [3]،- قال أبو عبيدة: و زعم السّلمي
أنّ هذا اليوم يقال له يوم الكلاب و يوم ذي الأثل- في بني عوف و بني خفاف، و كانا
متساندين، و على بني خفاف صخر بن عمرو الشّريديّ، و على بني عوف أنس بن عبّاس.
قال: فأصابوا في بني أسد بن خزيمة غنائم و سبيا، و أخذ صخر يومئذ بديلة امرأة [4].
قال: و أصابت صخرا يومئذ طعنة، طعنه رجل يقال له ربيعة بن ثور، و يكنى أبا ثور،
فأدخل جوفه حلقا من الدّرع فاندمل عليه حتّى شقّ عنه بعد سنين، و كان سبب موته.
قال أبو عبيدة: و قال
غيره: بل ورد هو و بلعاء بن قيس الكناني. قال:/ و كانا أجمل رجلين في العرب. قال:
فشربا عند يهوديّ خمار كان
بالمدينة. قال:/ فحسدهما لما رأى من جمالهما و هيأتهما، و قال: إنّي لأحسد العرب
أن يكون فيهم مثل هذين! فسقاهما شربة جويا منها [5]. قال: فمرّ بصخر طبيب بعد ما
طال مرضه، فأراه ما به، فقال: أشقّ عنك [6] فتفيق. قال: فعمد إلى شفار فجعل يحميها
ثم يشقّ بها [7] عنه، فلم ينشب أن مات.
قال أبو عبيدة: و أمّا أبو
بلال بن سهم فإنّه قال: اكتسح صخر أموال بني أسد و سبى نساءهم، فأتاهم الصّريح
فتبعوه فتلاحقوا بذات الأثل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فطعن ربيعة بن ثور الأسديّ
صخرا في جنبه، و فات القوم فلم يقعص [8] و جوي منها، و مرض قريبا من حول، حتّى
ملّه أهله. قال: فسمع صخر امرأة و هي تسأل سلمى امرأة صخر: كيف بعلك؟ فقالت سلمى:
لا حيّ فيرجى، و لا ميت فينعى، لقينا منه الأمرّين! قال: و زعم آخر أنّ التي قالت
هذه المقالة بديلة الأسديّة التي كان سباها من بني أسد فاتّخذها لنفسه. فأنشد هذا
البيت: