responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 33

فيهم عمرو بن طلّة لا

همّ فامنح قومه عمره [1] سيّد سامي الملوك و من‌

يدع عمرا لا تجد قدره [2]

و قال في ذلك رجل من اليهود:

تكلّفني من تكاليفها

نخيل الأساويف و المصنعة [3]

نخيلا حمتها بنو مالك‌

جنود أبي كرب المفظعة

و قال أحيحة يرثي الأزياد الذين قتلهم تبّع:

ألا يا لهف نفسي أيّ لهف‌

على أهل الفقارة أيّ لهف [4]

/ مضوا قصد السّبيل و خلّفوني‌

إلى خلف من الأبرام خلف [5]

سدى لا يكتفون و لا أراهم‌

يطيعون أمرا إن كان يكفي [6]

قالوا: فلما كفّ تبّع عن أهل المدينة اختلطوا بعسكره فبايعوه و خالطوهم. ثم إنّ تبّعا استوبأ بئره التي حفرها [7]، و شكا بطنه عن مائها؛ فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فكهة بنت زيد بن كلدة [8] بن عامر بن زريق، و كانت ذات جلد و شرف في قومها، فشكا إليها و بأبئره، فانطلقت فأخذت قربا و حمارين حتّى استقت له من ماء رومة، فشربه فأعجبه، و قال: زيديني من هذا الماء. فكانت تختلف إليه في كلّ يوم بماء رومة، فلمّا حان رحيله دعاها، فقال لها: يا فكهة، إنّه ليس معنا من الصفراء و البيضاء شي‌ء [9]، و لكن لك ما تركنا من أزوادنا و متاعنا. فلما خرج تبّع نقلت ما تركوه من ازوادهم و متاعهم؛ فيقال إنه لم تزل فكهة أكثر بني زريق مالا حتّى جاء الإسلام.

قال: و خرج تبّع يريد اليمن و معه الحبران اللذان نهياه عن المدينة، فقال حين شخص من منزله: هذه قباء الأرض. فسمّيت قباء [10]. و مرّ بالجرف فقال؛ هذا جرف الأرض. فسمّي الجرف؛ و هو أرفعها. و مرّ بالعرصة و تسمّى السليل فقال: هذه عرصة الأرض. ثم انحدر في العقيق فقال: هذا عقيق الأرض. فسمّي العقيق./ ثمّ خرج يسير حتّى نزل البقيع، فنزل على غدير ماء يقال له براجم، فشرب منه شربة فدخلت في حلقه علقة فاشتكى منها. فقال فيما ذكر أبو مسكين قوله:


[1] لا هم، أي اللّهم. قومه، كذا على الصواب في ط، مب، مط. و في ج «قوله» و في سائر النسخ «نوله» محرفتان. و هو دعاء له بطول العمر.

[2] قدره، أي مثله و كفأه.

[3] الأساويف و المصنعة: موضعان لم أهتد إلى تعيينهما. ط، مط «كل لهف».

[4] ما عدا ط، ح «أهل القفارة» و هي في مط مهملة الفاء و القاف. و انظر ما سبق في صفحة 40.

[5] الأبرام: جمع برم، بالتحريك، و هو الجبان البخيل، أو المعدم الذي لا يدخل مع القوم في الميسر. و الخلف، بالفتح: الأشرار.

[6] سدى: همل. س «يصونون أمرا».

[7] استوبأها: استوخمها.

[8] ط، ح، مب «جلدة» مب «حمدة».

[9] الصفراء: الدنانير. و البيضاء: الدراهم.

[10] إنما يصح اشتقاقها على لغة القصر، فإن القبي: جمع قبوة. انظر «معجم البلدان» (قبا).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست