responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 34

و لقد شربت على براجم شربة

كادت بباقية الحياة تذيع [1]

ثم مضى حتى إذا كان بحمدان [2] جاءه نفر من هذيل [3] فقالوا له: اجعل لنا جعلا و ندلّك على بيت مال فيه كنوز من اللؤلؤ و الياقوت و الزبرجد و الذهب و الفضّة [4]، ليست لأهله منعة و لا شرف. فجعل لهم على ذلك جعلا، فقالوا له: هو البيت الذي تحجّه العرب بمكة. و أرادوا بذلك هلاكه. فتوجّه نحوه فأخذته ظلمة منعته من السّير، فدعا الحبرين فسألهما، فقالا: هذا لما/ أجمعت عليه في هذا البيت؛ و اللّه مانعه منك، و لن تصل إليه، فاحذر أن يصيبك ما أصاب من انتهك حرمات اللّه؛ و إنّما أراد القوم الذين أمروك به هلاكك؛ لأنه لم يرمه أحد قطّ بشرّ إلا أهلكه اللّه، فأكرمه وطف به، و احلق رأسك عنده، فترك الذي كان أجمع عليه، و أمر بالهذليّيين فقطّع أيديهم و أرجلهم، ثم خرج يسير حتّى أتى مكّة فنزل بالشّعب من الأبطح، و طاف بالبيت، و حلق رأسه، و كساه الخصف [5].

محاولة تبع هدم البيت ثم عدوله عن ذلك:

قال هشام: و حدّثني ابن لجرير بن يزيد البجلي عن جعفر بن محمد عن أبيه. قال هشام: و حدّثني أبي عن صالح [6] عن ابن عباس قال:

لمّا أقبل تبّع يريد هدم البيت و صرف وجوه العرب إلى اليمن، بات صحيحا فأصبح و قد سالت عيناه على خدّيه، فبعث إلى السّحرة و الكهّان و المنجّمين، فقال: مالي، فو اللّه [7] لقد بتّ ليلتي ما أجد شيئا، و قد صرت إلى ما ترون. فقالوا: حدّث نفسك بخير. ففعل فارتدّ بصيرا، و كسا البيت الخصف.

هذه رواية جعفر بن محمد عن أبيه. و في رواية ابن عباس:

فأتي في المنام فقيل له: اكسه أحسن من هذا. فكساه الوصائل- قال: و هي برود العصب [8]، سمّيت الوصائل لأنّها كانت يوصل بعضها ببعض- قال: فأقام بمكة ستّة أيام يطعم الطعام، و ينحر في كلّ يوم ألف بعير، ثم سار إلى اليمن و هو يقول:

و نحرنا بالشّعب ستّة آلا

ف ترى الناس نحوهنّ ورودا [9]

و كسونا البيت الذي حرّم اللّ‌

- ه ملاء معضّدا و برودا؟ [10]


[1] كذا على الصواب في ح. و في ط، مب، مط: «تريع» و في سائر النسخ «تزيغ». و إنما يقال أذاع بالشي‌ء: ذهب به. و منه بيت الكتاب:

ربع قواء أذاع المعصرات به‌

أي أذهبته و طمست معالمه. و قول الآخر:

توازن أعوام أذاعت بخمسة

و تجعلني إن لم يق اللّه سأدبا.

[2] ط، ح «بجمدان» بالجيم.

[3] كذا على الصواب في ط، مب، مط و «التيجان» 295. و في سائر النسخ «من قريش».

[4] هذه من ط، مب، مط.

[5] الخصف، بالتحريك: ثياب غلاظ جدا، مشبهة بالخصف المنسوج من الخوص.

[6] ط، مب، مط «عن أبي صالح».

[7] ما عدا ط، مب، مط «فقال و اللّه».

[8] العصب: ضرب من برود اليمن. و هذا ما في ط، مب، مط، ح. و في سائر النسخ «القصب»، تحريف.

[9] ورودا، أي واردين. و أصل الورود مصدر ورد.

[10] معضد: مخطط على شكل العضد. ما عدا ط، مب، مط، ح «منضدا» تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست