و رئيسهم عمرو بن طلّة [1]
أخو بني معاوية بن مالك بن النجّار، و جاء بعض تلك الخيول إلى بني عديّ و هم
متحصّنون في أطمهم الذي في قبلة مسجدهم، فراموا بني عديّ بالنّبل، فجعلت نبلهم تقع
في جدار الأطم، فكان على أطمهم مثل الشّعر من النبل، فسمّي ذلك الأطم الأشعر- و لم
تزل بقايا النّبل فيه حتّى جاء اللّه عزّ و جلّ بالإسلام- و جاء بعض جنوده إلى بني
الحارث بن الخزرج، فجذموا نخلهم من أنصافها،/ فسمّيت تلك النخل جذمان [2]، و جدعوا
هم فرسا لتبّع، فكان تبّع يقول: لقد صنع بي أهل يثرب شيئا ما صنعه بي أحد؛ قتلوا
ابني و صاحبي، و جدعوا فرسي! قالوا: فبينا تبّع يريد إخراب المدينة، و قتل
المقاتلة، و سبي الذرّية، و قطع الأموال أتاه حبران من اليهود [3] فقالا، أيها
الملك انصرف عن هذه البلدة فإنّها محفوظة، و إنا نجد اسمها كثيرا في كتابنا، و
أنّها مهاجر نبيّ من بني إسماعيل اسمه أحمد، يخرج من هذا الحرم من نحو البيت الذي
بمكة، تكون داره و قراره، و يتبعه أكثر أهلها. فأعجبه ما سمع منهما، و كفّ عن الذي
أراد بالمدينة و أهلها، و صدّق الحبرين بما حدّثاه، و انصرف تبّع عما كان أراد
بها، و كفّ عن حربهم، و آمنهم حتّى دخلوا عسكره، و دخل جنده المدينة؛ فقال عمرو بن
مالك بن النجار، يذكر شأن تبع، و يمدح عمرو بن طلّة: