responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 32

و رئيسهم عمرو بن طلّة [1] أخو بني معاوية بن مالك بن النجّار، و جاء بعض تلك الخيول إلى بني عديّ و هم متحصّنون في أطمهم الذي في قبلة مسجدهم، فراموا بني عديّ بالنّبل، فجعلت نبلهم تقع في جدار الأطم، فكان على أطمهم مثل الشّعر من النبل، فسمّي ذلك الأطم الأشعر- و لم تزل بقايا النّبل فيه حتّى جاء اللّه عزّ و جلّ بالإسلام- و جاء بعض جنوده إلى بني الحارث بن الخزرج، فجذموا نخلهم من أنصافها،/ فسمّيت تلك النخل جذمان [2]، و جدعوا هم فرسا لتبّع، فكان تبّع يقول: لقد صنع بي أهل يثرب شيئا ما صنعه بي أحد؛ قتلوا ابني و صاحبي، و جدعوا فرسي! قالوا: فبينا تبّع يريد إخراب المدينة، و قتل المقاتلة، و سبي الذرّية، و قطع الأموال أتاه حبران من اليهود [3] فقالا، أيها الملك انصرف عن هذه البلدة فإنّها محفوظة، و إنا نجد اسمها كثيرا في كتابنا، و أنّها مهاجر نبيّ من بني إسماعيل اسمه أحمد، يخرج من هذا الحرم من نحو البيت الذي بمكة، تكون داره و قراره، و يتبعه أكثر أهلها. فأعجبه ما سمع منهما، و كفّ عن الذي أراد بالمدينة و أهلها، و صدّق الحبرين بما حدّثاه، و انصرف تبّع عما كان أراد بها، و كفّ عن حربهم، و آمنهم حتّى دخلوا عسكره، و دخل جنده المدينة؛ فقال عمرو بن مالك بن النجار، يذكر شأن تبع، و يمدح عمرو بن طلّة:

أصحا أم انتحى ذكره‌

أم قضى من لذّة و طره [4]

بعد ما ولّى الشباب و ما

ذكره الشّباب أو عصره [5]

إنّها حرب يمانية

مثلها آتى الفتى عبره‌

سائلي عمران أو أسدا

إذ أتت تعدو مع الزّهره [6]

/ فيلق فيه أبو كرب‌

سبع أبدانه ذفرة [7]

/ ثم قالوا من يؤمّ بنا

أ بنو عوف أم النّجرة [8]

يا بني النّجار إنّ لنا

فيكم ذحلا و إنّ تره [9]

فتلقّتهم مسايفة

مدّها كالغبية النّثرة [10]

- الغبية [11]: السحابة التي فيها مطر و برق برعد-.


[1] كذا في ط، مب، مط، و «كتاب التيجان» 294- 295. و في سائر النسخ «عمرو بن طلحة» في كل موضع من هذا الخبر.

[2] أي سمي ذلك الموضع، و هو بضم الجيم. و أنشد ياقوت فيه لقيس بن الخطيم:

فلا تقربوا جذمان إن حمامه‌

و جنته تأذى بكم فتحملوا

[3] الحبر، بفتح الحاء و كسرها: العالم.

[4] انتحى: اعتمد و قصد. ط، ح، مب، مط «أم ما انتحى».

[5] العصر، بضمتين: لغة في العصر، و هو الزمان. ما عدا ط، ح «ذكرت شبانه». و إنما يقول: إن ذكر الشباب و عصره لا يغني عن الشيخ فتيلا.

[6] عمران، في ط، ح، مب، مط. و في سائر النسخ «همدان».

[7] كذا على الصواب في ط، مب، مط. جعله أسدا ذفر البدن، و السبع أبخر ذفر البدن. ما عدا ط، مب «تبع» تحريف.

[8] يعني بالنجرة، بني النجار.

[9] أي و إن لنا ترة. و الترة: الوتر و الذحل. و هذه رواية ط، مب. و فيما عداهما «و إن نترة»، تحريف.

[10] المسايفة: التي تسايف، أي تضارب بالسيوف. كالغبية، هي فيما عدا ط، مب، مط، ج «كالصيبة»، تحريف. و النثرة: وصف من النثر، و هو رمي الشي‌ء متفرقا.

[11] الغبية: بفتح الغين و سكون الباء بعدها. ما عدا ط، ما، ج «الصيبة»، محرفة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست