responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 262

/ امتدح زياد الأعجم عبّاد بن الحصين الحبطي [1] و كان على شرطة الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة [2] الذي يقال له «القباع»، و طلب حاجة فلم يقضها، فقال زياد:

سألت أبا جهضم حاجة

و كنت أراه قريبا يسيرا

فلو أنني خفت منه الخلا

ف و المنع لي لم أسله نقيرا

/ و كيف الرّجاء لما عنده‌

و قد خالط البخل منه الضميرا

أقلني أبا جهضم حاجتي‌

فإني امرؤ كان ظنّي غرورا

هجاؤه ليزيد بن حبناء حينما وعظه‌

أخبرني عمي قال: حدثني الكرانيّ عن العمري، عن عطاء بن مصعب، عن عاصم بن الحدثان قال:

مرّ يزيد بن حبناء الضبّيّ بزياد الأعجم و هو ينشد شعرا قد هجا به قتادة بن مغرب، فأفحش فيه، فقال له يزيد بن حبناء: أ لم يأن لك أن ترعوي و تترك تمزيق أعراض قومك، ويحك! حتّى متى تتمادى في الضلال، كأنّك بالموت قد صبّحك أو مسّاك! فقال زياد فيه:

يحذّرني الموت ابن حبناء و الفتى‌

إلى الموت يغدو جاهدا و يروح‌

و كلّ امرئ لا بدّ للموت صائر

و إن عاش دهرا في البلاد يسيح‌

فقل ليزيد يا ابن حبناء لا تعظ

أخاك وعظ نفسا فأنت جنوح.

/ تركت التّقى و الدين دين محمّد

لأهل التّقى و المسلمين يلوح‌

و تابعت مرّاق العراقين سادرا

و أنت غليظ القصريين صحيح [3]

فقال له يزيد بن عاصم الشّنّيّ [4]: قبحك اللّه، أ تهجو رجلا وعظك و أمرك بمعروف بمثل هذا الهجاء، هلّا كففت إذ لم تقبل، أراه و اللّه سيأتي على نفسك ثم لا تحبق فيك عنزان [5]، اذهب ويحك فأته و اعتذر إليه لعلّه يقبل عذرك.

فمشى إليه بجماعة من عبد القيس فشفعوا إليه فيه، فقال: لا تثريب، لست واجدا عليه بعد يومي هذا.

مدحه للمهلب ببيت جائزته ثلاثون ألف درهم‌

أخبرني أحمد بن علي قال: سمعت جدي علي بن يحيى يحدث عن أبي الحسن عن رجل من جعفيّ قال:


[1] الحبطي: نسبة إلى الحبطات بفتحتين، و هم أبناء الحبط بفتح فكسر، و هو الحارث بن عمرو بن تميم بن مر. «الاشتقاق» 124 و «المعارف» 35. و ذكر ابن دريد في «الاشتقاق» و الجاحظ في «البيان» (4: 36) عباد بن الحصين الحبطي. ح «الحنطي» و ب، س، م «الحنطبي» ف «الحنظلي» صوابه في أ، مب، ها.

[2] في جمهور الأصول «الحارث أيام عبد اللّه بن ربيعة»، و الصواب ما أثبت من مب، ها، ف. انظر «البيان» (1: 196) و «الشعر و الشعراء» 536.

[3] المراق: الخوارج، جمع مارق. و القصريان: مثنى القصرى، و هي آخر ضلع الجنب أسفل الأضلاع.

[4] ما عدا ح، مب، ها، ف «الليثي».

[5] هذا الصواب من مب، ف. و في جمهور الأصول «ثم لا يحيق فيك غيران». تحبق: تضرط. و انظر لهذا المثل «أمثال الميداني» (2: 157) و «البيان» (2: 15).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست