/ امتدح زياد الأعجم عبّاد بن الحصين الحبطي [1] و كان
على شرطة الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة [2] الذي يقال له «القباع»، و طلب حاجة فلم يقضها، فقال زياد:
سألت أبا جهضم حاجة
و كنت أراه قريبا يسيرا
فلو أنني خفت منه
الخلا
ف و المنع لي لم أسله نقيرا
/ و كيف الرّجاء لما عنده
و قد خالط البخل منه الضميرا
أقلني أبا جهضم
حاجتي
فإني امرؤ كان ظنّي غرورا
هجاؤه ليزيد بن حبناء
حينما وعظه
أخبرني عمي قال: حدثني
الكرانيّ عن العمري، عن عطاء بن مصعب، عن عاصم بن الحدثان قال:
مرّ يزيد بن حبناء الضبّيّ
بزياد الأعجم و هو ينشد شعرا قد هجا به قتادة بن مغرب، فأفحش فيه، فقال له يزيد بن
حبناء: أ لم يأن لك أن ترعوي و تترك تمزيق أعراض قومك، ويحك! حتّى متى تتمادى في
الضلال، كأنّك بالموت قد صبّحك أو مسّاك! فقال زياد فيه:
فقال له يزيد بن عاصم
الشّنّيّ [4]: قبحك اللّه، أ تهجو رجلا وعظك و أمرك بمعروف بمثل هذا الهجاء، هلّا
كففت إذ لم تقبل، أراه و اللّه سيأتي على نفسك ثم لا تحبق فيك عنزان [5]، اذهب
ويحك فأته و اعتذر إليه لعلّه يقبل عذرك.
فمشى إليه بجماعة من عبد
القيس فشفعوا إليه فيه، فقال: لا تثريب، لست واجدا عليه بعد يومي هذا.
مدحه للمهلب ببيت جائزته
ثلاثون ألف درهم
أخبرني أحمد بن علي قال:
سمعت جدي علي بن يحيى يحدث عن أبي الحسن عن رجل من جعفيّ قال:
[1]
الحبطي: نسبة إلى الحبطات بفتحتين، و
هم أبناء الحبط بفتح فكسر، و هو الحارث بن عمرو بن تميم بن مر. «الاشتقاق» 124 و «المعارف» 35. و ذكر ابن دريد
في «الاشتقاق» و الجاحظ في «البيان» (4: 36) عباد بن
الحصين الحبطي. ح «الحنطي» و ب، س، م «الحنطبي» ف «الحنظلي» صوابه في أ، مب، ها.
[2]
في جمهور الأصول «الحارث أيام عبد اللّه بن
ربيعة»، و الصواب ما أثبت من مب، ها، ف. انظر «البيان» (1: 196) و «الشعر و الشعراء» 536.
[3]
المراق: الخوارج، جمع مارق. و
القصريان: مثنى القصرى، و هي آخر ضلع الجنب أسفل الأضلاع.