responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 249

من هداه سبل الخير اهتدى‌

ناعم البال و من شاء أضلّ [1]

يعني نفسه. ثم قال: أستغفر اللّه.

جلس المعتصم و غناه بعض المغنين شعرا للبيد بعد تغييره‌

أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال: حدثنا عمر بن شبّة عن ابن البواب قال:

جلس المعتصم يوما للشراب، فغنّاه عض المغنّين قوله:

و بنو العباس لا يأتون «لا»

و على ألسنهم خفّت «نعم»

/ زيّنت أحلامهم أحسابهم‌

و كذاك الحلم زين للكرم‌

/ فقال: ما أعرف هذا الشعر، فلمن هو؟ قيل: للبيد. فقال: و ما للبيد و بني العبّاس؟ قال المغنّي: إنما قال:

و بنو الدّيان [2] لا يأتون‌

فجعلته «و بنو العباس». فاستحسن فعله و وصله.

إعجاب المعتصم بشعر لبيد

و كان يعجب بشعر لبيد فقال: من منكم يروي قوله:

بلينا و ما تبلى النجوم الطوالع‌

فقال بعض الجلساء: أنا. فقال: أنشدنيها. فأنشد:

بلينا و ما تبلى النّجوم الطوالع‌

و تبقى الجبال بعدنا و المصانع‌

و قد كنت في أكناف جار مضنّة

ففارقني جار بأربد نافع [3]

فبكى المعتصم حتّى جرت دموعه، و ترحّم على المأمون، و قال: هكذا كان رحمة اللّه عليه! ثم اندفع و هو ينشد باقيها و يقول:

فلا جزع إن فرّق الدّهر بيننا

فكلّ امرئ يوما له الدهر فاجع‌

و ما الناس إلّا كالدّيار و أهلها

بها يوم حلّوها و بعد بلاقع [4]

و يمضون أرسالا و نخلف بعدهم‌

كما ضمّ إحدى الراحتين الأصابع‌

و ما المرء إلا كالشّهاب وضوئه‌

يحور رمادا بعد إذ هو ساطع‌

و ما البرّ إلا مضمرات من التّقى‌

و ما المال إلا عاريات ودائع [5]

/ أ ليس ورائي إن تراخت منيّتي‌

لزوم العصا تحنى عليها الأصابع‌


[1] «ديوان لبيد» ص 11.

[2] بنو الديان، من بني الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب. «تاج العروس» (دين). و قد مدحهم السموأل. «الأمالي» (1: 270).

و أمية بن أبي الصلت. «الأمالي» (3: 38). في الأصول: ما عدا مب، ها، ف «و بنو السريان»، تحريف.

[3] في معظم الأصول «دار مضنة» و «بأربة»، صوابهما في ف و «الديوان» و «الشعر و الشعراء» 236.

[4] في معظم الأصول «و تغدو» صوابه في مب، ها، و «الديوان» و «الشعر و الشعراء» «و غدوا بلاقع».

[5] في معظم الأصول «و ما المرء» صوابه في مب، ها، ف، و «الديوان» و «الشعر و الشعراء».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست