responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 250

أخبّر أخبار القرون التي مضت‌

أدبّ كأنّي كلما قمت راكع‌

فأصبحت مثل السّيف أخلق جفنه‌

تقادم عهد القين و النصل قاطع‌

فلا تبعدن إنّ المنية موعد

علينا فدان للطّلوع و طالع‌

أعاذل ما يدريك إلّا تظنّيا

إذا رحل الفتيان من هو راجع [1]

أ تجزع مما أحدث الدهر بالفتى‌

و أيّ كريم لم تصبه القوارع‌

لعمرك ما تدري الضّوارب بالحصى‌

و لا زاجرات الطّير ما اللّه صانع‌

قال: فعجبنا و اللّه من حسن ألفاظه، و صحّة إنشاده، و جودة اختياره.

تبرؤ عثمان بن مظعون من جوار الوليد بن المغيرة

أخبرني الحسين بن علي قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه. و حدّثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال [2]:

كان عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، فتفكّر يوما في نفسه فقال: و اللّه ما ينبغي لمسلم أن يكون آمنا في جوار كافر و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خائف. فجاء إلى الوليد بن المغيرة فقال له: أحبّ أن تبرأ من جواري. قال:

لعلّه رابك ريب. قال: لا، و لكن أحبّ أن تفعل. قال: فاذهب بنا حتّى أبرأ منك حيث أجرتك [3]. فخرج معه إلى المسجد الحرام فلمّا وقف على جماعة قريش قال لهم: هذا ابن مظعون قد كنت أجرته ثم سألني أن أبرأ منه، أ كذاك يا عثمان؟/ قال: نعم. قال: اشهدوا أني منه بري‌ء.

تصديق عثمان بن مظعون و تكذيبه له في بيت شعر

قال: و جماعة يتحدّثون من قريش معهم لبيد بن ربيعة ينشدهم، فجلس عثمان مع القوم فأنشدهم لبيد:

ألا كلّ شي‌ء ما خلا اللّه باطل‌

/ فقال له عثمان: صدقت. فقال لبيد:

و كلّ نعيم لا محالة زائل‌

فقال عثمان: كذبت. فلم يدر القوم ما عنى. فأشار بعضهم إلى لبيد أن يعيد، فأعاد فصدّقه في النصف الأول و كذّبه في الآخر، لأنّ نعيم الجنة لا يزول. فقال لبيد: يا معشر قريش، ما كان مثل هذا يكون في مجالسكم. فقام أبيّ بن خلف أو ابنه فلطم وجه عثمان، فقال له قائل: لقد كنت في منعة من هذا بالأمس. فقال له: ما أحوج عيني هذه الصحيحة إلى أن يصيبها ما أصاب الأخرى في اللّه.

خبر للشعبي مع عبد الملك فيه رواية لشعر لبيد

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثني العمري عن الهيثم بن عديّ عن عبد اللّه بن عيّاش قال:


[1] التظني: التظنن، و هو الظن.

[2] الخبر برواية أخرى عن ابن إسحاق في «الخزانة» (1: 341). كما أن البغدادي سرد روايات أخرى في تكذيب لبيد و تصديقه.

[3] في معظم الأصول «أخذتك»، صوابه في مب، ها.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست