قال: فعجبنا و اللّه من
حسن ألفاظه، و صحّة إنشاده، و جودة اختياره.
تبرؤ عثمان بن مظعون من
جوار الوليد بن المغيرة
أخبرني الحسين بن علي قال
حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه. و حدّثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا محمد
بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال [2]:
كان عثمان بن مظعون في
جوار الوليد بن المغيرة، فتفكّر يوما في نفسه فقال: و اللّه ما ينبغي لمسلم أن
يكون آمنا في جوار كافر و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خائف. فجاء إلى
الوليد بن المغيرة فقال له: أحبّ أن تبرأ من جواري. قال:
لعلّه رابك ريب. قال: لا،
و لكن أحبّ أن تفعل. قال: فاذهب بنا حتّى أبرأ منك حيث أجرتك [3]. فخرج معه إلى
المسجد الحرام فلمّا وقف على جماعة قريش قال لهم: هذا ابن مظعون قد كنت أجرته ثم
سألني أن أبرأ منه، أ كذاك يا عثمان؟/ قال: نعم. قال: اشهدوا أني منه بريء.
تصديق عثمان بن مظعون و
تكذيبه له في بيت شعر
قال: و جماعة يتحدّثون من
قريش معهم لبيد بن ربيعة ينشدهم، فجلس عثمان مع القوم فأنشدهم لبيد:
ألا كلّ شيء ما خلا
اللّه باطل
/ فقال له عثمان: صدقت. فقال لبيد:
و كلّ نعيم لا محالة
زائل
فقال عثمان: كذبت. فلم يدر
القوم ما عنى. فأشار بعضهم إلى لبيد أن يعيد، فأعاد فصدّقه في النصف الأول و كذّبه
في الآخر، لأنّ نعيم الجنة لا يزول. فقال لبيد: يا معشر قريش، ما كان مثل هذا يكون
في مجالسكم. فقام أبيّ بن خلف أو ابنه فلطم وجه عثمان، فقال له قائل: لقد كنت في
منعة من هذا بالأمس. فقال له: ما أحوج عيني هذه الصحيحة إلى أن يصيبها ما أصاب
الأخرى في اللّه.
خبر للشعبي مع عبد الملك
فيه رواية لشعر لبيد
أخبرني محمد بن خلف بن
المرزبان قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثني العمري عن الهيثم بن عديّ عن عبد
اللّه بن عيّاش قال: