responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 248

إجابة بنته للوليد

فلما بلغت أبياته لبيدا قال لابنته: أجيبيه، فلعمري لقد عشت برهة و ما أعيا بجواب شاعر. فقالت ابنته:

إذا هبّت رياح أبي عقيل‌

دعونا عند هبّتها الوليدا

أشمّ الأنف أروع عبشميّا

أعان على مروءته لبيدا

بأمثال الهضاب كأنّ ركبا

عليها من بني حام قعودا [1]

أبا وهب جزاك اللّه خيرا

نحرناها فأطعمنا الثّريدا

فعد إنّ الكريم له معاد

و ظنّي يا ابن أروى أن تعودا [2]

فقال لها لبيد: أحسنت لو لا أنك استطعمته. فقالت: إنّ الملوك لا يستحيا من مسألتهم. فقال: و أنت يا بنية في هذه أشعر.

سجود الفرزدق عند سماع شعر له‌

أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبة قال حدّثني محمد بن عمران الضبي قال: حدّثني القاسم بن يعلى عن المفضّل الضبي قال:

قدم الفرزدق فمرّ بمسجد بني أقيصر، و عليه رجل ينشد قول لبيد:

و جلا السّيول عن الطّلول كأنها

زبر تجدّ متونها أقلامها

فسجد الفرزدق فقيل له: ما هذا يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، و أنا أعرف سجدة الشعر.

سؤال القراء الأشراف له عن أشعر الشعراء

أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن عمار قال: حدّثنا يعقوب الثقفي، و ابن عيّاش، و مسعر بن كدام، كلّهم عن عبد الملك بن عمير قال:

/ أخبرني من أرسله القراء الأشراف- قال الهيثم: فقلت لابن عياش: من القرّاء الأشراف؟ قال: سليمان بن صرد الخزاعيّ، و المسيّب بن نجبة الفزاريّ [3]، و خالد بن عرفطة الزّهري، و مسروق بن الأجدع الهمداني، و هانئ بن عروة المرادي [4]- إلى لبيد بن ربيعة و هو في المسجد، و في يده محجن فقلت: يا أبا عقيل، إخوانك يقرونك السلام و يقولون: أيّ العرب أشعر؟ قال: الملك الضّليل ذو القروح. فردّوني إليه و قالوا: و من ذو القروح؟

قال: امرؤ القيس. فأعادوني إليه و قالوا: ثم من؟ قال: الغلاء ابن ثمان عشرة سنة. فردّوني إليه فقلت: و من هو؟

فقال: طرفة. فردّوني إليه فقلت: ثم من؟ قال: صاح المحجن حيث يقول:

إنّ تقوى ربّنا خير نفل‌

و بإذن اللّه ريثي و عجل‌

أحمد اللّه و لا ندّ له‌

بيديه الخير ما شاء فعل‌


[1] ما عدا أ، م، مب، ها، ف «تجاذب».

[2] هذا ما في مب، ها، و في ف «بابن اروى أن يعودا». و في سائر النسخ «لا أبا لك أن تعودا».

[3] كان المسيب ممن شهد القادسية و حروب علي. ترجم له في «تهذيب التهذيب».

[4] هانئ بن عروة المرادي، مخضرم سكن الكوفة، و كان من خواص علي. ترجم له في «الإصابة».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست