responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 222

جزعه لبيع قينة أخرجت عن المدينة

أخبرني الحرمي قال: حدّثني عمي عن الضحاك بن عثمان قال: حدّثني ابن عروة [1] بن أذينة قال:

كان الحزين صديقا لأبي و عشيرا على النبيذ، و كان كثيرا ما يأتيه، و كان بالمدينة قينة يهواها الحزين و يكثر غشيانها، فبيعت و أخرجت عن المدينة، فأتى الحزين أبي و هو كثيب حزين كاتمه، فقال له أبي: مالك يا أبا حكيم؟ قال: أنا و اللّه يا أبا عامر كما قال كثيّر:

لعمري لئن كان الفؤاد من الهوى‌

بغى سقما إني إذا لسقيم [2]

سألت حكيما أين شطّت بها النوى‌

فخبّرني ما لا أحبّ حكيم‌

فقال له أبي: أنت مجنون إن أقمت على هذا.

أخبرني أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدّثنا الزّبير قال: حدّثني مصعب قال:

مديحه لجعفر بن محمد حين كساه ليزور عبد اللّه بن عبد الملك‌

مرّ الحزين على جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن نوفل بن الحارث، و عليه أطمار، فقال له: يا ابن أبي الشعثاء، إلى أين أصبحت غاديا؟ قال: أمتع اللّه بك، نزل عبد اللّه بن عبد الملك الحرّة يريد الحجّ، و قد كنت وفدت إليه بمصر فأحسن إليّ. قال: أ فما وجدت شيئا تلبسه غير هذه الثياب؟ قال: قد استعرت من أهل المدينة فلم يعرني أحد منهم غير هذه الثياب. فدعا جعفر غلاما فقال: ائتني بجبّة صوف، و قميص و رداء. فجاه بذلك فقال:

أبل و أخلق. فلما ولّى الحزين قال جلساء جعفر له: ما صنعت؟! إنّه يعمد إلى هذه الثياب التي كسوته إيّاها فيبيعها، و يفسد بثمنها. قال: ما أبالي إذا كافأته بثيابه ما صنع بها. فسمع الحزين قولهم و ما ردّ عليهم، و مضى حتّى أتى عبد اللّه بن عبد الملك فأحسن إليه و كساه. فلما أصبح الحزين أتى جعفرا و معه القوم الذين لاموه بالأمس و أنشده:

و ما زال ينمو جعفر بن محمّد

إلى المجد حتّى عبهلته عواذله [3]

و قلن له هل من طريف و تالد

من المال إلّا أنت في الحقّ باذله [4]

يحاولنه عن شيمة قد علمنها

و في نفسه أمر كريم يحاوله [5]

/ ثم قال له: بأبي أنت و أميّ، سمعت ما قالوا و ما رددت عليهم.

هجاؤه لأبي بعرة

أخبرني الحرمي قال حدّثنا الزبير قال حدّثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال:


[1] ما عدا ح، مب، «ابن أبي عروة»، محرف.

[2] بعاه يبعوه و يبعيه: أصاب منه و نال. قال:

صحا القلب بعد الإلف و ارتد شأوه‌

وردت عليه ما بعته تماضر

ح «نعى» أ، م «نفى»، صوابهما في س، ب. مب، ها، ف «بغى».

[3] عبهلته: تركته و أهملته. ف، مب «جهلته».

[4] الحق: واحد الحقوق، ما يحق على المرء و يجب.

[5] في الأصول ما عدا مب، ها، ف «قد علمتها» بالتاء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست