أخبرني الحرمي قال: حدّثني
عمي عن الضحاك بن عثمان قال: حدّثني ابن عروة [1] بن أذينة قال:
كان الحزين صديقا لأبي و
عشيرا على النبيذ، و كان كثيرا ما يأتيه، و كان بالمدينة قينة يهواها الحزين و
يكثر غشيانها، فبيعت و أخرجت عن المدينة، فأتى الحزين أبي و هو كثيب حزين كاتمه،
فقال له أبي: مالك يا أبا حكيم؟ قال: أنا و اللّه يا أبا عامر كما قال كثيّر:
أخبرني أحمد بن سليمان
الطوسي قال: حدّثنا الزّبير قال: حدّثني مصعب قال:
مديحه لجعفر بن محمد حين
كساه ليزور عبد اللّه بن عبد الملك
مرّ الحزين على جعفر بن
محمد بن عبد اللّه بن نوفل بن الحارث، و عليه أطمار، فقال له: يا ابن أبي الشعثاء،
إلى أين أصبحت غاديا؟ قال: أمتع اللّه بك، نزل عبد اللّه بن عبد الملك الحرّة يريد
الحجّ، و قد كنت وفدت إليه بمصر فأحسن إليّ. قال: أ فما وجدت شيئا تلبسه غير هذه
الثياب؟ قال: قد استعرت من أهل المدينة فلم يعرني أحد منهم غير هذه الثياب. فدعا
جعفر غلاما فقال: ائتني بجبّة صوف، و قميص و رداء. فجاه بذلك فقال:
أبل و أخلق. فلما ولّى
الحزين قال جلساء جعفر له: ما صنعت؟! إنّه يعمد إلى هذه الثياب التي كسوته إيّاها
فيبيعها، و يفسد بثمنها. قال: ما أبالي إذا كافأته بثيابه ما صنع بها. فسمع الحزين
قولهم و ما ردّ عليهم، و مضى حتّى أتى عبد اللّه بن عبد الملك فأحسن إليه و كساه.
فلما أصبح الحزين أتى جعفرا و معه القوم الذين لاموه بالأمس و أنشده: