فوثب إليه مشايخهم فاعتذروا
منه، و سألوه الكفّ و أن لا يزيد شيئا على ما قاله، فأجابهم و انصرف.
الحزين يضرب على كل قرشي
درهمين و يأبى إلا أن يهجو كثيرا
أخبرني الحرمي قال: حدّثنا
الزبير قال: حدّثنا عمرو [4] بن أبي بكر المؤمّلي قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي
عبيدة قال:
كان الحزين قد ضرب على كلّ
رجل من قريش/ درهمين درهمين في كلّ شهر، منهم ابن أبي عتيق، فجاءه لأخذ درهميه و
هو على حمار أعجف، قال: و كثيّر مع ابن أبي عتيق، فدعا ابن أبي عتيق للحزين
بدرهمين فقال له الحزين: من هذا معك؟ قال: هذا أبو صخر كثير بن أبي جمعة. قال: و
كان قصيرا دميما، فقال له الحزين: أ تأذن لي أن أهجوه ببيت؟ قال: لا لعمري لا آذن
لك أن تهجو جليسي، و لكن أشتري عرضه منك بدرهمين آخرين. و دعا له بهما، فأصغى ثم
قال: لا بدّ لي من هجائه ببيت. قال: أو أشتري ذلك منك بدرهمين آخرين؟ و دعا له
بهما فأخذهما و قال: ما أنا بتاركه حتّى أهجوه. قال: أو أشتري ذلك منك بدرهمين
آخرين؟ فقال له كثير: ائذن له، و ما عسى أن يقول فيّ؟! فأذن له ابن أبي عتيق فقال:
/
قصير القميص فاحش عند بيته
يعضّ القراد باسته و هو قائم
شجاره مع كثير
فوثب كثيّر إليه فوكزه [5]
فسقط هو و الحمار، و خلص ابن أبي عتيق بينهما و قال لكثير: قبحك اللّه أ تأذن له و
تبسط إليه يدك. قال كثيّر: و أنا ظننته يبلغ في هذا كلّه في بيت واحد!.
و لكثير مع الحزين أخبار
أخر قد ذكرت في أخبار كثيّر.