responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 221

ضيّعت ندمانك الكريم و لم تش

- فق عليه من ليلة نحسه‌

ثم تعاللت إذ أتاك له‌

صبحا رسول بعلّة طفسه [1]

لكنّ سفيان لم يكن وكلا

لمّا أتتنا صلاته سلسه [2]

سما به أروع و نفس فتى‌

أروع ليست كنفسك الدنسة

هجاؤه لبني كعب حين ضحكوا عليه‌

حدّثنا الصولي قال: حدّثنا ثعلب قال حدّثني عبد اللّه بن شبيب قال:

مرّ الحزين الدّيلي على مجلس لبني كعب بن خزاعة و هو سكران، فضحكوا عليه، فوقف عليهم و قال:

لا بارك اللّه في كعب و مجلسهم‌

ما ذا تجمّع من لؤم و من ضرع [3]

لا يدرسون كتاب اللّه بينهم‌

و لا يصومون من حرص على الشبع‌

فوثب إليه مشايخهم فاعتذروا منه، و سألوه الكفّ و أن لا يزيد شيئا على ما قاله، فأجابهم و انصرف.

الحزين يضرب على كل قرشي درهمين و يأبى إلا أن يهجو كثيرا

أخبرني الحرمي قال: حدّثنا الزبير قال: حدّثنا عمرو [4] بن أبي بكر المؤمّلي قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي عبيدة قال:

كان الحزين قد ضرب على كلّ رجل من قريش/ درهمين درهمين في كلّ شهر، منهم ابن أبي عتيق، فجاءه لأخذ درهميه و هو على حمار أعجف، قال: و كثيّر مع ابن أبي عتيق، فدعا ابن أبي عتيق للحزين بدرهمين فقال له الحزين: من هذا معك؟ قال: هذا أبو صخر كثير بن أبي جمعة. قال: و كان قصيرا دميما، فقال له الحزين: أ تأذن لي أن أهجوه ببيت؟ قال: لا لعمري لا آذن لك أن تهجو جليسي، و لكن أشتري عرضه منك بدرهمين آخرين. و دعا له بهما، فأصغى ثم قال: لا بدّ لي من هجائه ببيت. قال: أو أشتري ذلك منك بدرهمين آخرين؟ و دعا له بهما فأخذهما و قال: ما أنا بتاركه حتّى أهجوه. قال: أو أشتري ذلك منك بدرهمين آخرين؟ فقال له كثير: ائذن له، و ما عسى أن يقول فيّ؟! فأذن له ابن أبي عتيق فقال:

/

قصير القميص فاحش عند بيته‌

يعضّ القراد باسته و هو قائم‌

شجاره مع كثير

فوثب كثيّر إليه فوكزه [5] فسقط هو و الحمار، و خلص ابن أبي عتيق بينهما و قال لكثير: قبحك اللّه أ تأذن له و تبسط إليه يدك. قال كثيّر: و أنا ظننته يبلغ في هذا كلّه في بيت واحد!.

و لكثير مع الحزين أخبار أخر قد ذكرت في أخبار كثيّر.


[1] الطفسة: القذرة.

[2] الوكل، بالتحريك: الضعيف العاجز الذي يتكل على غيره.

[3] الضرع: الذل و المهانة.

[4] ح، مب، ها «عمر».

[5] و كزه: دفعه و ضربه. مب، ها، ف «فلكزه». ح، أ، م «فذكره»، و هذه محرفة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست