responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 210

رجع الحديث إلى سياقه‌

فقال الرجلان: و من أنت؟ فقال: «إن تنكراني أو تنكرا نسبي، فإنّني عمرو و عديّ أبي» [1]، فقاما إليه فلثماه، و غسلا رأسه و قلّما أظفاره، و قصّرا من لمّته، و ألبساه من طرائف ثيابهما و قالا: ما كنا لنهدي إلى الملك هديّة أنفس عنده و لا هو عليها أحسن صفدا [2] من ابن أخته، فقد ردّه اللّه عز و جل إليه. فخرجا حتّى إذا دفعا إلى باب الملك [3] بشّراه به، فصرفه إلى أمّه، فألبسته ثيابا من ثياب الملوك، و جعلت في عنقه طوقا كانت تلبسه إيّاه و هو صغير، و أمرته بالدخول على خاله، فلما رآه قال: «شبّ عمرو عن الطوق» فأرسلها مثلا. و قال للرجلين اللذين قدما به: احكما فلكما حكمكما. قالا: منادمتك ما بقيت و بقينا. قال: ذلك لكما. فهما نديما جذيمة اللذان ذكرهما متمّم، و ضربت بهما الشعراء المثل. قال أبو خراش الهذلي:

أ لم تعلمي أن قد تفرّق قبلنا

خليلا صفاء مالك و عقيل‌

قال ابن حبيب في خبره [4]: و كان جذيمة من أفضل الملوك رأيا، و أبعدهم مغارا، و أشدّهم نكاية، و هو أوّل من استجمع له الملك بأرض العراق، و كانت منازله ما بين الأنبار و بقّة و هيت و عين التمر، و أطراف البر و القطقطانة [5] و الحيرة، فقصد في جموعه/ عمرو بن الظّرب بن حسان [6] بن أذينة بن السميدع بن هوبر [7] العاملي، من عاملة العماليق [8]، فجمع عمرو جموعه و لقيه، فقتله جذيمة و فضّ جموعه، فانفلّوا [9] و ملّكوا عليهم ابنته الزبّاء، و كانت من أحزم الناس، فخافت أن تغزوها ملوك العرب فاتّخذت لنفسها نفقا في حصن كان لها على شاطئ الفرات، و سكرت [10] الفرات في وقت قلّة الماء، و بنت أزجا [11] من الآجرّ و الكلس، متصلا بذلك النفق،


[1] جاء هذا الكلام في الأصول على هيئة الشعر، و لا بتقيم وزنه، و في «مروج الذهب» «إن تنكراني فلن تنكرا حسبي، أنا عمرو بن عدي».

[2] الصفد، بالفتح، و بالتحريك: العطية.

[3] دفعا إلى الباب، بالبناء للمعلوم و المجهول: انتهيا إليه. و في الأصول ما عدا ها، مب «رفعا».

[4] هذا الخبر، هو فاتحة كتاب «أسماء المغتالين من الأشراف لابن حبيب»، نسخة دار الكتب المصرية.

[5] القطقطانة، بضم القافين: موضع قرب الكوفة من جهة البرية. و في الأصول «القطقطانية»، صوابه في «كتاب ابن حبيب».

[6] كذا على الصواب في مب. و في ح «حنان» و سائر النسخ «حيان»، صوابه في مب و «كتاب ابن حبيب» و «مروج الذهب».

[7] ح «هوبز» و سائر النسخ «هويز»، محرفتان.

[8] في معظم الأصول «العمالين» صوابه في مب و «كتاب ابن حبيب» و «مروج الذهب».

[9] كذا في مب. و انفلوا: انهزموا و انكسروا. و في أ «انقلبوا» رجعوا. ح «و أنقلوا» و سائر النسخ «و أنفلوا».

[10] سكر النهر سكرا: سده، و كل شق سد فقد سكر. و في الأصول ما عدا ها، مب «و سكنت» صوابه في ها و «كتاب ابن حبيب»

[11] الأزج: بيت يبنى طولا. ح «أرخا» ها «أزجاء» و سائر النسخ «أرحاء» صوابها في مب و «كتاب ابن حبيب».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست