responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 208

فإن كان إخواني أصيبوا و أخطأت‌

بني أمك اليوم الحتوف الرواصد

/ فكلّ بني أم سيمون ليلة

و لم يبق من أعيانهم غير واحد

خبر نديمي جذيمة الأبرش‌

أمّا معنى قول متمم:

و كنا كندماني جذيمة حقبة

فإنّه يعني نديمي جذيمة الأبرش الملك، و هو جذيمة [بن مالك‌] [1] بن فهم [2] بن غانم بن دوس بن عدثان [3] الأسديّ [4].

و كان الخبر في ذلك ما أخبرنا به علي بن سليمان الأخفش، عن أبي سعيد السكري، عن محمد بن حبيب.

و ذكر ابن الكلبي عن أبيه و الشرقيّ و غيره من الرواة أن جذيمة الأبرش- و أصله من الأزد، و كان أوّل من ملك قضاعة بالحيرة، و أوّل من حدا النعال، و أدلج من الملوك، و رفع له الشّمع [5]- قال يوما لجلسائه: قد ذكر لي عن غلام من لخم، مقيم في أخواله من إياد، له ظرف و لبّ، فلو بعثت إليه يكون في ندماني، و ولّيته كأسي و القيام بمجلسي، كان الرأي. فقالوا: الرأي ما رأى الملك، فليبعث إليه. ففعل فلما قدم فعل به ما أراد له، فمكث كذلك مدّة طويلة ثم أشرفت عليه يوما رقاش ابنة الملك، أخت جذيمة، فلم تزل تراسله حتّى اتصل بينهما، ثم قالت له:

يا عديّ، إذا سقيت القوم فامزج لهم واسق الملك صرفا، فإذا أخذت منه الخمر فاخطبني إليه فإنّه يزوّجك، و أشهد القوم عليه/ إن هو فعل. ففعل الغلام ذلك فخطبها فزوّجه، و انصرف الغلام بالخبر إليها فقالت: عرّس بأهلك.

ففعل فلما أصبح غدا مضرّجا بالخلوق، فقال له جذيمة: ما هذه الآثار يا عديّ؟ قال: آثار العرس. قال: أي عرس؟

قال: عرس رقاش. قال: فنخر و أكبّ على الأرض، و رفع عديّ جراميزه، فأسرع جذيمة في طلبه فلم يحسسه [6]، و قيل إنه قتله و كتب إلى أخته:

حدّثيني رقاش لا تكذبيني‌

أ بحرّ زنيت أم بهجين [7]

أم بعبد فأنت أهل لعبد

أم بدون فأنت أهل لدون‌

قالت: بل زوّجتني امرأ عربيا. فنقلها جذيمة و حصّنها في قصره، و اشتملت على حمل فولدت منه غلاما


[1] التكملة من كتاب «أسماء المغتالين» لابن حبيب و «الاشتقاق» 291 و «العمدة» (2: 178) و «المعارف» 279، 281 و «مروج الذهب» (2: 90).

[2] في الأصول «فهر»، صوابه من «كتاب ابن حبيب» و «العمدة» و «الاشتقاق».

[3] ح «عوثان» ها «غوثان» و في سائر النسخ ما عدا مب «عدنان» و الوجه ما أثبت من مب و «كتاب ابن حبيب» و «الاشتقاق».

[4] الأسدي، بسكون السين. و الأسد لغة في الأزد، بل هو بالسين أفصح كما في «اللسان». و في ها و مب و «كتاب ابن حبيب»:

«الأزدي».

[5] ت، س «و صنع له الشمع». و ما في سائر النسخ يطابق ما أثبت من المعارف.

[6] في «مروج الذهب» «فلم يجده».

[7] بدله في «مروج الذهب»:

أنت زوجتني و ما كنت أدري‌

و أتاني النساء للتزيين‌

ذاك من شربك المدامة صرفا

و تماديك في الصبا و المجون‌

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست