فإنّه يعني نديمي جذيمة
الأبرش الملك، و هو جذيمة [بن مالك] [1] بن فهم [2] بن غانم بن دوس بن عدثان [3]
الأسديّ [4].
و كان الخبر في ذلك ما
أخبرنا به علي بن سليمان الأخفش، عن أبي سعيد السكري، عن محمد بن حبيب.
و ذكر ابن الكلبي عن أبيه
و الشرقيّ و غيره من الرواة أن جذيمة الأبرش- و أصله من الأزد، و كان أوّل من ملك
قضاعة بالحيرة، و أوّل من حدا النعال، و أدلج من الملوك، و رفع له الشّمع [5]- قال
يوما لجلسائه: قد ذكر لي عن غلام من لخم، مقيم في أخواله من إياد، له ظرف و لبّ،
فلو بعثت إليه يكون في ندماني، و ولّيته كأسي و القيام بمجلسي، كان الرأي. فقالوا:
الرأي ما رأى الملك، فليبعث إليه. ففعل فلما قدم فعل به ما أراد له، فمكث كذلك
مدّة طويلة ثم أشرفت عليه يوما رقاش ابنة الملك، أخت جذيمة، فلم تزل تراسله حتّى
اتصل بينهما، ثم قالت له:
يا عديّ، إذا سقيت القوم
فامزج لهم واسق الملك صرفا، فإذا أخذت منه الخمر فاخطبني إليه فإنّه يزوّجك، و
أشهد القوم عليه/ إن هو فعل. ففعل الغلام ذلك فخطبها فزوّجه، و انصرف الغلام
بالخبر إليها فقالت: عرّس بأهلك.
ففعل فلما أصبح غدا مضرّجا
بالخلوق، فقال له جذيمة: ما هذه الآثار يا عديّ؟ قال: آثار العرس. قال: أي عرس؟
قال: عرس رقاش. قال: فنخر
و أكبّ على الأرض، و رفع عديّ جراميزه، فأسرع جذيمة في طلبه فلم يحسسه [6]، و قيل
إنه قتله و كتب إلى أخته: