responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 207

مالكا، و اللّه يا أمير المؤمنين لقد أسرني حيّ من العرب فشدّوني وثاقا بالقد، و ألقوني بفنائهم، فبلغه خبري فأقبل على راحلته حتى انتهى إلى القوم و هم جلوس في ناديهم، فلما نظر إليّ أعرض عنّي، و نظر القوم إليه فعدل إليهم، و عرفت ما أراد، فسلّم عليهم و حادثهم و ضاحكهم و أنشدهم، فو اللّه إن زال كذلك حتّى ملأهم سرورا، و حضر غداؤهم فسأله ليتغدّى معهم فنزل و أكل، ثم نظر إليّ و قال: إنّه لقبيح بنا أن نأكل و رجل ملقّى بين أيدينا لا يأكل معنا! و أمسك يده عن الطعام. فلما رأى ذلك القوم نهضوا و صبّوا الماء على قدّى حتى لان و خلّوني، ثم جاءوا فأجلسوني معهم على الغداء، فلمّا أكلنا قال لهم: أ ما ترون تحرّم هذا بنا و أكله معنا، إنّه لقبيح بكم أن تردّوه إلى القدّ، فخلّوا سبيلي فكان كما و صفت. و ما كذبت في شي‌ء من صفته إلا أنّي و صفته خميص البطن، و كان ذا بطن.

مشاحنة زوجة متمم له‌

أخبرني الحسن بن علي قال: حدّثنا أحمد بن نصر العتيقي قال: حدّثني محمد بن الحسن بن مسعود الزرقي، عن أبيه عن مروان بن موسى. و وجدت هذا الخبر أيضا في كتاب محمد بن علي بن حمزة العلويّ، عن علي بن محمد النوفلي عن أبيه:

/ أن عمر بن الخطاب قال لمتمّم بن نويرة: إنّكم أهل بيت قد تفانيتم، فلو تزوّجت عسى أن ترزق ولدا يكون فيه بقيّة منكم. فتزوّج امرأة بالمدينة فلم ترض أخلاقه لشدّة حزنه على أخيه، و قلّة حفله بها، فكانت تماظّه [1] و تؤذيه، فطلّقها و قال:

أقول لهند حين لم أرض فعلها

أ هذا دلال الحب أم فعل فارك [2]

أم الصرم ما تبغي، و كلّ مفارق‌

يسير علينا فقده بعد مالك‌

أخبرني محمد بن جعفر الصيدلاني النحوي قال: حدّثنا محمد بن موسى بن حماد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني أحمد بن معاوية، عن سلمويه بن أبي صالح [3]، عن عبد اللّه بن المبارك عن نعيم بن أبي عمرو الرازيّ قال:

بينا طلحة و الزّبير يسيران بين مكّة و المدينة إذ عرض لهما أعرابي، فوقفا ليمضي فوقف فتعجّلا ليسبقاه فتعجّل، فقالا: ما أثقلك يا أعرابيّ تعجّلنا لنسبقك فتعجّلت [4]، فوقفنا لتمضي فوقفت؟ فقال: لا إله إلا اللّه مفني أغدر الناس [5]، أغدر بأصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلّم؟ هباني خفت الضّلال فأحببت أن أستدلّ بكما؛ أو خفت الوحشة فأحببت أن أستأنس بكما. فقال طلحة: من أنت؟ قال: أنا متمم بن نويرة. فقال طلحة: وا سوأتاه، لقد مللنا غير مملول.

هات بعض ما ذكرت في أخيك من البكاء. فزوّجوه أمّ خالد، فبينا هو واضع رأسه على فخذها إذ بكى فقالت:

لا إله إلا اللّه، أ ما تنسى أخاك. فأنشأ يقول:

/

أقول لها لما نهتني عن البكا

أ في مالك تلحينني أمّ خالد


[1] في ح، أ، م «تماطه»، و إنما هي بالظاء المعجمة. و المماظة: المنازعة و المخاصمة و المشاتمة.

[2] الفارك: التي تفرك زوجها، تبغضه.

[3] كذا في مب و في ح، أ «سلمويه أبي صالح».

[4] ما عدا ها، مب «فوقفت» تحريف.

[5] أ «معنى». و ما عدا ح، ها «أعدى الناس». و الخبر مختصر في «الإصابة» في ترجمة متمم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست