ثم أمر بالرّحيل. و قد غنى
هذه الثلاثة الأصوات. فقال لي أبي: يا بنيّ بشعت لما رأيت من طعام ابن جامع و
شرابه؛ فعليّ عتق ما أملك [4] إن لم يكن شرب الدم مع هذا طيّبا. ثم قال: أسمعت
بنيّ غناء قطّ أحسن من هذا؟
فقلت: لا و اللّه ما سمعت.
قال: ثمّ خرج ابن جامع حتى نزل بباب أمير المؤمنين الرشيد ليلا، و اجتمع المغنّون
على الباب، و خرج الرسول إليهم فأذن لهم؛ و الرشيد خلف السّتارة، فغنّوا إلى
السّحر؛ فأعطاهم ألف دينار إلّا ابن جامع فلم يعطه شيئا، و انصرفوا متوجّهين له، و
عرضوا عليه جميعا فلم يقبل؛ و انصرفوا، فلما كان في الليلة الثانية دعوا فغنّوا
ساعة، ثم كشفت الستارة، و غنّى جامع صوتا عرّض فيه بحاله و هو:
[1]
هذا الصواب في ط، مب، مط. و في سائر
النسخ «العرجي».
[2]
اليراع: الضعاف من الغنم و غيرها. ط «لا نزاع لنا». ط، مب «أبطح السوق». مط «أبطح الشوق».
[3]
الكشر: التبسم، و بدو الأسنان عند
الضحك. و الكبول: جمع كبل بالفتح و الكسر، و هو القيد، و القين: الحداد. تنكؤنا:
تؤلمنا كذا جاءت الرواية على الصواب في ط، مب، مط. و في أ «تبكؤنا». و في سائر النسخ «تبكرنا». الروق: جمع أروق و روقاء، و هو الذي طالت ثناياه
العليا على السفلى.
[4]
أ، ط، مب «فعتق ما يملك»، و هو أسلوب يبدلون به الكلام لئلا يقع
المتكلم به فيما تقتضيه اليمين من نذر أو طلاق أو نحوهما.
[5]
كذا على الصواب في ط، مب، مط. و في ج:
«و يلزمني» و في سائر
النسخ «و يغفر».
[6]
الأبيات لأبي دهمان الغلابي، كما نصّ
الجاحظ في «البيان و التبيين» (2: 291).
و كذا جاءت رواية البيت في ط، مب، مط، ج