responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 19

صوت‌

ثم غنّى، للعرجيّ [1]:

لو أنّ سلمى رأتنا لا يراع لنا

لما هبطنا جميعا أبطن السوق [2]

و كشرنا و كبول القين تنكؤنا

كالأسد تكشر عن أنيابها الرّوق [3]

صوت‌

ثم تغنّى:

أجرّر في الجوامع كلّ يوم‌

فيا للّه مظلمتي و صبري‌

ثم أمر بالرّحيل. و قد غنى هذه الثلاثة الأصوات. فقال لي أبي: يا بنيّ بشعت لما رأيت من طعام ابن جامع و شرابه؛ فعليّ عتق ما أملك [4] إن لم يكن شرب الدم مع هذا طيّبا. ثم قال: أسمعت بنيّ غناء قطّ أحسن من هذا؟

فقلت: لا و اللّه ما سمعت. قال: ثمّ خرج ابن جامع حتى نزل بباب أمير المؤمنين الرشيد ليلا، و اجتمع المغنّون على الباب، و خرج الرسول إليهم فأذن لهم؛ و الرشيد خلف السّتارة، فغنّوا إلى السّحر؛ فأعطاهم ألف دينار إلّا ابن جامع فلم يعطه شيئا، و انصرفوا متوجّهين له، و عرضوا عليه جميعا فلم يقبل؛ و انصرفوا، فلما كان في الليلة الثانية دعوا فغنّوا ساعة، ثم كشفت الستارة، و غنّى جامع صوتا عرّض فيه بحاله و هو:

صوت‌

تقول أقم فينا فقيرا و ما الذي‌

ترى فيه ليلي أن أقيم فقيرا

ذريني أمت يا ليل أو أكسب الغنى‌

فإنّي أرى غير الغنيّ حقيرا

يدفّع في النادي و يرفض قوله‌

و إن كان بالرأي السّديد جديرا

و يلزم ما يجني سواه و إن يطف‌

بذنب يكن منه الصغير كبيرا [5]

قالوا: فأعجب الرّشيد ذلك الشعر و اللحن فيه، و أمال رأسه نحوه كالمستدعي له. و غنّاه أيضا:

صوت‌

لئن مصر فاتتني بما كنت أرتجي‌

و أخلفني منها الذي كنت آمل [6]


[1] هذا الصواب في ط، مب، مط. و في سائر النسخ «العرجي».

[2] اليراع: الضعاف من الغنم و غيرها. ط «لا نزاع لنا». ط، مب «أبطح السوق». مط «أبطح الشوق».

[3] الكشر: التبسم، و بدو الأسنان عند الضحك. و الكبول: جمع كبل بالفتح و الكسر، و هو القيد، و القين: الحداد. تنكؤنا: تؤلمنا كذا جاءت الرواية على الصواب في ط، مب، مط. و في أ «تبكؤنا». و في سائر النسخ «تبكرنا». الروق: جمع أروق و روقاء، و هو الذي طالت ثناياه العليا على السفلى.

[4] أ، ط، مب «فعتق ما يملك»، و هو أسلوب يبدلون به الكلام لئلا يقع المتكلم به فيما تقتضيه اليمين من نذر أو طلاق أو نحوهما.

[5] كذا على الصواب في ط، مب، مط. و في ج: «و يلزمني» و في سائر النسخ «و يغفر».

[6] الأبيات لأبي دهمان الغلابي، كما نصّ الجاحظ في «البيان و التبيين» (2: 291). و كذا جاءت رواية البيت في ط، مب، مط، ج

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست