responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 18

من بني عديّ بن كعب. فلحق بالرّوم و تنصّر، فكان قيصر يحبوه و يكرمه، فأعقب [1] بها.

تغني الربيع بشعر عمرو بن الحارث بن مضاض‌

قال غسان: حدّثني أبي قال: قدم رسول يزيد بن معاوية على معاوية من بلاد الروم؛ فقال له معاوية: هل كان للناس خبر؟ قال: بينا نحن محاصرون مدينة كذا و كذا إذ سمعنا رجلا فصيح اللسان مشرفا من بين شرفتين [2] من شرف الحصن، و هو ينشد:

كأن لم يكن بن الحجون إلى الصّفا

أنيس و لم يسمر بمكة سامر

فقال معاوية: ويحك، ذاك الربيع بن أمية يتغنى بشعر عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي.

غناء ابن جامع بشعر مضاض:

أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال: حدّثنا عمر بن شبة قال؛ حدّثني إسحاق بن إبراهيم قال: قال لي أبي: مر بالدوابّ تسرج سحرا حتّى نغدو إلى ابن جامع [3] نستقبله بالياسرية [4] بسحرة [5] لا تأخذنا الشّمس [6] قال: فأمرت بذلك. و ركبنا في السحر فأصبحنا دون الياسرية، و قد طلعت علينا الشّمس. قال: فجئنا إلى ابن جامع و إذا به مختضب و على رأسه و لحيته خرق الخضاب، و إذا بقدر تطبخ في الشّمس؛ فلما نظر إلينا رحّب بنا، و قام إلينا فسلّم علينا، ثم دعا الماء فغسل رأسه و لحيته، ثم دعا بالغداء فأتي بغدائه، فغرف لنا من تلك القدر التي في الشمس، فتقزّزت [7] و بشعت من ذلك الطعام الذي طبخ، فأشار إليّ أبي: بأن كل. فأكلنا حتّى فرغنا من غدائنا، فلما غسلنا أيدينا نادى ابن جامع: يا غلام هات شرابنا! فأتي بنبيذ في زكرة قد كانت الزّكرة في الشمس [8]، فكرهت ذلك، فأشار إليّ أبي، أن لا تمتنع، ثم أتوا بقدح جيشانيّ [9] مل‌ء الكفّ، فصبّ النبيذ فيه و هو يشبه [10] ماء قد [11] أغلي بالنار، ثم غنّى ابن جامع فقال:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا

أنيس و لم يسمر بمكّة سامر

بلى نحن كنا أهلها فأزالنا

صروف الليالي و الجدود العواثر


[1] أعقب بها: صار له بها ولد و نسل.

[2] الشرفة، بالضم: ما يوضع على أعالي القصور و المدن. ما عدا ط، مب، مط «من شرفين»، تحريف.

[3] هو إسماعيل بن جامع. و قد سبقت ترجمته و أخباره.

[4] الياسرية: قرية كبيرة على نهر عيسى بينها و بين بغداد ميلان. ما عدا ط «بالباسرية» بباء موحدة، تحريف.

[5] السحرة، بالضم: وقت السحر.

[6] أي لئلا تأخذنا الشمس.

[7] كذا في ط، أ، مب. و في سائر النسخ «فنفرت».

[8] الزكرة، بضم الزاي: زقيق صغير للشراب. ما عدا ط: مب، مط «ركوة و قد كانت الركوة في الشمس».

[9] الجيشاني، بفتح الجيم: نسبة إلى جيشان: مخلاف باليمن تنسب إليه الأقداح و الخمر السود أيضا. ط، مب «جبساني»، مط:

«حيساني» تحريف. و الخمر: جمع خمار بكسر الخاء.

[10] ما عدا ط، أ، مب «يشوبه» تحريف.

[11] هذه الكلمة من ط، مب، مط فقط. و بدلها في أ «ثم».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست