من بني عديّ بن كعب. فلحق
بالرّوم و تنصّر، فكان قيصر يحبوه و يكرمه، فأعقب [1] بها.
تغني الربيع بشعر عمرو
بن الحارث بن مضاض
قال غسان: حدّثني أبي قال:
قدم رسول يزيد بن معاوية على معاوية من بلاد الروم؛ فقال له معاوية: هل كان للناس
خبر؟ قال: بينا نحن محاصرون مدينة كذا و كذا إذ سمعنا رجلا فصيح اللسان مشرفا من
بين شرفتين [2] من شرف الحصن، و هو ينشد:
كأن لم يكن بن الحجون
إلى الصّفا
أنيس و لم يسمر بمكة سامر
فقال معاوية: ويحك، ذاك
الربيع بن أمية يتغنى بشعر عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي.
غناء ابن جامع بشعر
مضاض:
أخبرني إسماعيل بن يونس
الشيعي قال: حدّثنا عمر بن شبة قال؛ حدّثني إسحاق بن إبراهيم قال: قال لي أبي: مر
بالدوابّ تسرج سحرا حتّى نغدو إلى ابن جامع [3] نستقبله بالياسرية [4] بسحرة [5]
لا تأخذنا الشّمس [6] قال: فأمرت بذلك. و ركبنا في السحر فأصبحنا دون الياسرية، و
قد طلعت علينا الشّمس. قال: فجئنا إلى ابن جامع و إذا به مختضب و على رأسه و لحيته
خرق الخضاب، و إذا بقدر تطبخ في الشّمس؛ فلما نظر إلينا رحّب بنا، و قام إلينا
فسلّم علينا، ثم دعا الماء فغسل رأسه و لحيته، ثم دعا بالغداء فأتي بغدائه، فغرف
لنا من تلك القدر التي في الشمس، فتقزّزت [7] و بشعت من ذلك الطعام الذي طبخ،
فأشار إليّ أبي: بأن كل. فأكلنا حتّى فرغنا من غدائنا، فلما غسلنا أيدينا نادى ابن
جامع: يا غلام هات شرابنا! فأتي بنبيذ في زكرة قد كانت الزّكرة في الشمس [8]،
فكرهت ذلك، فأشار إليّ أبي، أن لا تمتنع، ثم أتوا بقدح جيشانيّ [9] ملء الكفّ،
فصبّ النبيذ فيه و هو يشبه [10] ماء قد [11] أغلي بالنار، ثم غنّى ابن جامع فقال: