responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 20

فما كلّ ما يخشى الفتى نازل به‌

و لا كلّ ما يرجو الفتى هو نائل [1]

و و اللّه ما فرّطت في وجه حيلة

و لكنّ ما قد قدّر اللّه نازل‌

و قد يسلم الإنسان من حيث يتّقي‌

و يؤتى الفتى من أمنه و هو غافل‌

ثم أمر بالانصراف فانصرفوا، فلمّا بلغوا السّتر صاح به الخادم: يا قرشيّ مكانك. فوقف مكانه فخرج إليه بخلع و سبعة آلاف دينار، و أمر إن شاء أن يقيم، و إن شاء أن ينصرف.

غناء امرأة جرهمية بشعر مضاض:

أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال: ذكر الكلبي عن أبيه: أنّ الناس بيناهم في ليلة مقمرة في المسجد الحرام، إذ بصروا بشخص قد أقبل [2] كأنّ قامته رمح، فهربوا من بين يديه و هابوه؛ فأقبل حتّى طاف بالبيت الحرام سبعا ثم وقف فتمثّل:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا

أنيس و لم يسمر بمكّة سامر

قال: فأتاه رجل من أهل مكّة؛ فوقف بعيدا منه ثم قال: سألتك بالذي خلقك أ جنّيّ أنت أم إنسيّ [3]؟ فقال:

بل إنسيّ، أنا امرأة من جرهم، كنّا سكّان هذه الأرض و أهلها، فأزالنا/ عنها هذا الزمان الذي يبلي كلّ جديد و يغيّره! ثم انصرفت خارجة [4] عن المسجد حتّى غابت عنهم، و رجعوا إلى مواضعهم.

إنشاد شعره في رؤيا و تأويل ذلك:

أخبرني محمد بن خلف وكيع قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال: حدّثني أبي عن جدّي قال: قال لي يحيى بن خالد يوما: أخبرك برؤيا رأيتها؟ قلت: خيرا رأيت. قال: رأيت كأنّي خرجت من داري راكبا، ثم التفتّ يمينا و شمالا فلم أر معي أحدا، حتّى صرت إلى الجسر، فإذا بصائح يصيح من ذلك الجانب:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا

أنيس و لم يسمر بمكّة سامر

فأجبته بقوله:

بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا

صروف اللّيالي و الجدود العواثر

فانصرفت إلى الرشيد فغنّيته الصوت، و خبرته الخبر، فعجب منه. و ما مضت الأيّام حتّى أوقع بهم [5].

صوت‌

شافني الزائرات قصر نفيس‌

مثقلات الأعجاز قبّ البطون‌


و «البيان». و في سائر النسخ «لئن حرمتني كل ما كنت أرتجي».

[1] ما عدا ط، م، مب، مط «نازلا به». «البيان»: «بمصيبه».

[2] قد أقبل، من ط، مط فقط.

[3] ما عدا ط، مب، مط «فقال له بل إنسي».

[4] هذه الكلمة من ط، مب، مط فقط.

[5] أي بالبرامكة. س، ب «إلا أيام».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست