responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 188

صوت‌

فما روضة بالحزن طيّبة الثرى‌

يمجّ الندى جثجاثها و عرارها

بأطيب من أردان عزّة موهنا

و قد أوقدت بالمندل الرّطب نارها

فإن خفيت كانت لعينيك قرّة

و إن تبد يوما لم يعمّمك عارها [1]

من الخفرات البيض لم تر شقوة

و في الحسب المكنون صاف نجارها

الشعر لكثيّر، و الغناء لمعبد في الأوّل و الثاني، و لحنه من الثقيل الأوّل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق.

و ذكر عمرو بن بانة أنه لابن سريج. و للغريض في الرابع و الثالث [2] ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو و حبش.

و ذكر الهشامي أنّ في الأوّل و الثاني رملا لابن سريج بالوسطى.

ذكر عمرو و حبش أنّ فيه رملا لابن جامع بالبنصر.

و في الأبيات خفيف ثقيل يقال إنه لمعبد، و يقال إنه للغريض، و أحسبه للغريض.

لقاء كثير لقطام صاحبة ابن ملجم و ما جرى بينهما من هجاء

أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبة هكذا موقوفا لم يتجاوز. و أخبرني أنّ كثيّر بن عبد الرّحمن كان غاليا في التشيّع. و أخبر عن قطام صاحبة ابن ملجم في قدمة قدمها الكوفة فأراد الدخول عليها ليوبّخها، فقيل له: لا تردها فإن لها جوابا. فأبى و أتاها فوقف على بابها فقرعه فقالت: من هذا؟ فقال: كثيّر بن عبد الرّحمن الشاعر. فقالت لبنات عمّ لها: تنحين حتى يدخل الرجل. فولجن البيت و أذنت له، فدخل و تنحت من بين يديه، فرآها و قد ولّت/ فقال لها: أنت قطام؟ قالت: نعم. قال: صاحبة علي بن أبي طالب عليه السلام؟

قالت: صاحبة عبد الرّحمن بن ملجم. قال: أ ليس فيك قتل علي بن أبي طالب؟ قالت: بل مات بأجله. قال: أما و اللّه لقد كنت أحبّ أن أراك، فلما رأيتك نبت عيني عنك، فما احلوليت في خلدي. قالت: و اللّه إنّك لقصير القامة، عظيم الهامة، قبيح المنظر، و إنك لكما قال الأوّل: «تسمع بالمعبديّ خير من أن تراه» [3]. فقال:

رأت رجلا أودى السّفار بوجهه‌

فلم يبق إلا منظر و جناجن [4]

فإن أك معروق العظام فإنني‌

إذا وزن الأقوام بالقوم وازن [5]

و إني لما استودعتني من أمانة

إذا ضاعت الأسرار للسر دافن‌


[1] ما عدا ط «لم يعمك».

[2] إلى هنا تنتهي نسخة ط.

[3] المعيدي هذا هو شقة بن ضمرة بن جابر، رآه المنذر بن ماء السماء و كان يعجبه ما يبلغه عنه، فلما رآه حقره و أرسل فيه هذا المثل، فقال له شقة: أبيت اللعن و أسعد إلهك، إن القوم ليسوا بجزر- يعني الشاء- إنما يعيش الرجل بأصغريه: لسانه و قلبه. فأعجب المنذر كلامه و سره ما رأى منه. انظر «مجمع الأمثال للميداني».

[4] السفار: السفر. و الجناجن: جمع جنجن، و هي عظام الصدر. و في «البيان» (1: 227): «فلم يبق إلا منطق».

[5] معروق العظام، أي نحيلا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست