responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 187

استغاثة بني معن بمندل و حيان لذلك‌

أخبرني محمد بن يحيى عن جبلة بن محمد قال حدّثني أبي قال: [لمّا] [1] هجا أبو العتاهية بني معن فمضوا إلى مندل و حيان [2] ابني عليّ العنزبين الفقيهين، و كانا من سادات أهل الكوفة، و هما من بني عمرو بن عمرو، بطن من يقدم بن عنزة [3]، فقالوا لهما: نحن بيت واحد و أهل و لا فرق بيننا [4]، و قد أتانا من مولاكم هذا ما لو أتى من بعيد الولاء لوجب أن تردعاه. فأحضرا أبا العتاهية و لم يكن يمكنه الخلاف عليهما، فأصلحا بينه و بين عبد اللّه و يزيد ابني معن، و ضمنا عنه خلوص النية، و عنهما ألّا يتتبعاه/ بسوء، و كانا ممن لا يمكن خلافهما، فرجعت الحال إلى المودّة و الصفاء، و جعل الناس يعذلون أبا العتاهية فيما فرط منه، و لامه آخرون على صلحه لهم، فقال:

ما لعذّالي و ما لي‌

أمروني بالضلال‌

عذلوني في اغتفاري‌

لابن معن و احتمالي‌

أنا منه كنت أكبى‌

زندة في كل حال‌

كلّ ما قد كان منه‌

فلقبح من فعالي‌

إنّما كانت يميني‌

صرمت جهلا شمالي [5]

ماله بل نفسه لي‌

و له نفسي و مالي‌

قل لمن يعجب من حس

ن رجوعي و انتقالي‌

قد رأينا ذا كثيرا

جاريا بين الرجال‌

ربّ وصل بعد صدّ

و قلى بعد وصال‌

رثاء أبي العتاهية لزائدة بن معن‌

/ أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثنا محمد بن موسى قال:

كان أبو العباس زائدة بن معن صديقا لأبي العتاهية، و لم يعن أخويه عليه، فمات فرثاه فقال:

حزنت لموت زائدة بن معن‌

حقيق أن يطول عليه حزني‌

فتى الفتيان زائدة المصفّى‌

أبو العباس كان أخي و خدني‌

فتى قومي و أيّ فتى توارت‌

به الأكفان تحت ثرى و لبن [6]

ألا يا قبر زائدة بن معن‌

دعوتك كي تجيب فلم تجبني‌

سل الأيام عن أركان قومي‌

أصبت بهنّ ركنا بعد ركن [7]


[1] هذه من ط، ها.

[2] ما عدا ط، ها «حبان» بالباء الموحدة.

[3] كذا على الصواب في ها. و في ح، «تقدم بن عنزة» و في ط «صدم بن عنزة» و سائر النسخ «تقدم من عنزة».

[4] ما عدا ط، ها «نحن واحد و أهل بيت لا فرق بيننا».

[5] صرمت: قطعت. ما عدا ط، ها «ضربت».

[6] اللبن بالكسر: جمع لبنة، بالكسر أيضا، و هي لغة في اللبنة كفرحة، و هي ما يضرب من الطين مربعا.

[7] كذا على الصواب في ط، ها. و في ج «عن أن كان» و سائر النسخ «عنى إن قومي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست