responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 17

اجتمع به أبو سلمة بن عبد الأسد و هو مسنّ معلق في شجرة:

و خرج أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي قبيل الإسلام في نفر من قريش يريدون اليمن فأصابهم عطش شديد ببعض الطريق، و أمسوا على غير الطريق، فتشاوروا جميعا، فقال لهم أبو سلمة: إنّي أرى ناقتي تنازعني شقّا [1]؛ أ فلا أرسلها و أتبعها؟ قالوا: فافعل. فأرسل ناقته و تبعها فأضحوا على ماء و حاضر [2]، فاستقوا/ و سقوا، فإنّهم لعلى ذلك إذ أقبل إليهم رجل فقال: من القوم؟ قالوا: من قريش. فرجع إلى شجرة أمام الماء فتكلّم عندها بشي‌ء ثم رجع إلينا، فقال: أ ينطلق معي أحدكم إلى رجل ندعوه [3]. قال أبو سلمة: فانطلقت معه فوقف بي تحت شجرة، فإذا وكر معلّق فصوّت: يا أبت! فزعزع شيخ رأسه [4]، فأجابه فقال: هذا الرجل. فقال لي: ممن الرجل؟ قلت:

من قريش. قال: من أيّها؟ قلت: من بني مخزوم بن يقظة. قال: من أيّهم؟ قلت: أنا أبو سلمة بن عبد الأسد بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم بن يقظة. قال: أيهات منك [5]! أنا و يقظة سنّ [6]، أ تدري من يقول:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا

أنيس و لم يسمر بمكة سامر

/ بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا

صروف الليالي و الجدود العواثر

قلت: لا. قال: أنا قائلها، أنا عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي. أ تدري لم سمّى أجياد أجيادا؟ قلت:

لا. قال: جادت بالدّماء يوم التقينا نحن و قطوراء؛ أ تدري لم سمّي قيعقعان؟ قلت: لا. قال: لتقعقع السلاح على ظهورنا لمّا طلعنا عليهم منه.

و أخبرني بهذا الخبر الحرميّ بن أبي العلاء؛ قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال: حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزاميّ؛ قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمران؛ قال حدّثني راشد بن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال:

قال أبو سلمة بن عوف [7]:

/ و خرجت في نفر من قريش يريدون اليمن. و ذكر الخبر مثل حديث الأزرقيّ. و اللّه أعلم.

تغريب ربيعة بن أمية بن خلف‌

أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني محمد بن يحيى قال: حدّثنا غسان بن عبد العزيز بن عبد الحميد [8] أنّ ربيعة بن أمية بن خلف كان قد أدمن الشراب، و شرب في شهر رمضان، فضربه عمر رضي اللّه عنه و غرّبه إلى ذي المروة، فلم يزل بها حتّى توفّي و استخلف عثمان رضي اللّه عنه؛ فقيل له: قد توفّي عمر و استخلف عثمان فلو دخلت المدينة ما ردّك أحد. قال: لا و اللّه لا أدخل المدينة فتقول قريش قد غرّبه رجل‌


[1] شقا، أي جانبا.

[2] ما عدا ط، أ، مب، مط «فأصبحوا». و الحاضر: القوم المقيمون على الماء.

[3] ط «يدعوه».

[4] زعزع: حرّك.

[5] أيهات: لغة في هيهات بمعنى بعد. ما عدا ط، أ، مب، مط «أنبئك».

[6] أي في سن و عمر واحد.

[7] أي اسم صاحب القصة أبو سلمة بن عوف، لا أبو سلمة بن عبد الأسد.

[8] ابن عبد الحميد، من ط فقط. مب، مط «غسان بن عبد الحميد» فقط.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست